بريطانيا واغتيال البنّا !
الدعم الذي قدمته بريطانيا لجماعة الإخوان لم يمنع من حدوث صدام بينهما.. وربما لذلك وصف مؤلف الكتاب التعاون البريطاني الإخواني وأيضًا تعاون القصر في مصر مع الإخوان بأنه كان تعاونا قلقا.. ويقول الكتاب إنه سرعان ما تصاعدت المواجهة بين الإخوان وبين البريطانيين والقصر.. خاصة بعد أن بدأت السلطات المصرية تكتشف مخابئ أسلحة لدى الإخوان، وبعد أن سعى الإخوان القيام باغتيالات شتى ما بين عامي ١٩٤٥، و١٩٤٨.
وشملت الاغتيالات رئيسين للوزارة، ورئيس للشرطةً، ووزيران. وفى ديسمبر ١٩٤٨ تم حل الجماعة، بعد إعلان السلطات المصرية عن اكتشاف مؤامرة للإطاحة بالنظام. ويقول الكتاب أنه من الواضح أن البريطانيين طالبوا الحكومة المصرية بذلك..
وبعد ثلاثة أسابيع من حل الجماعة قام الجهاز السرى لها باغتيال رئيس الحكومة "محمود النقراشي" الذي أصدر أمر الحل. وبحلول شهر يناير عام ١٩٤٩ كانت تقارير السفارة البريطانية في القاهرة تشير إلى أن الملك فاروق سوف يسحق الإخوان بحملة ملاحقة جديدة كاسحة واعتقال ما يربو على مائة عضو بها.
وفى الشهر التالي تم اغتيال حسن البنّا مرشد الجماعة ومؤسسها. ورغم أنه، كما يقول المؤلف، لم يتم التوصل إلى القاتل مطلقا فقد ساد الاعتقاد بأن الاغتيال قام به أعضاء البوليس السياسي، وأن القصر تستر عليه، وكان هناك تقرير لا لَبْس فيه لهيئة المخابرات الخارجية البريطانية يذكر ذلك.. غير أن حجج النفى كانت قد أعدت فعلا..
فبعد ثلاثة أيام من الاغتيال سجل السفير البريطاني السير "دونالد كامبل"، بعد لقائه الملك فاروق أنه يعتقد أن الاغتيال ربما قام به أحد أتباع البنّا المتطرفين، خوفا منه، أو اشتباها في أنه سيتخلى عن القضية. بينما اخترع الملك فاروق، كما يقول الكتاب رواية تلقى المسئولية على السعديين انتقاما لاغتيال النقراشي.