دراسة: فيتامين «د» يقي من السرطان والكساح
بدون فيتامين "د" يمكن أن تصبح عظامك رقيقة ونحيفة وهشة، كما يرتبط نقص فيتامين "د" بهشاشة العظام وبعض أنواع السرطان، فإذا كنت لا تحصل على القدر الكافي من فيتامين د من خلال ضوء الشمس أو المصادر الغذائية، فقد تحتاج إلى مكملات غذائية من فيتامين د.
كان هذا هو ملخص بحث جديد نجح المركز القومي للبحوث في إخراجه ليثبت فعالية فيتامين د في علاج الكثير من الأمراض، فلا يمكن لجسم الإنسان أن يمتص الكالسيوم، المكون الأساسي للعظام، إلا عندما يكون فيتامين (د) موجودًا، لكن كيف تحصل على فيتامين د؟
طرق الحصول عليه
هناك عدة طرق، فجسمك يصنع فيتامين (د) عندما يحول ضوء الشمس المباشر مادة كيميائية في جلدك إلى شكل نشط من الفيتامين (كالسيفرول)، ويمكنك الحصول عليه أيضا من الحبوب واللبن المعزز أو المدعم بفيتامين (د)، كما أن الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والسردين تعتبر مصدر جيد لفيتامين د كما توجد كميات صغيرة منه في اطعمة أخرى مثل صفار البيض.
وتقول الدكتورة هند عباس، باحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، بشعبة الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث إن كمية فيتامين (د) التي يصنعها جلدك تعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك الوقت من اليوم، والموسم، والمكان الذي تعيش فيه وتصبغ جلدك، فاعتمادًا على المكان الذي تعيش فيه ونمط حياتك، قد ينخفض إنتاج فيتامين (د) أو يكون غير موجود تمامًا خلال أشهر الشتاء، ورغم أهمية الواقي من الشمس، يمكن أيضًا أن يقلل من إنتاج فيتامين (د).
هشاشة العظام
وأضافت الدكتورة هند عباس أن الكثير من كبار السن لا يتعرضون بشكل منتظم لأشعة الشمس ولديهم مشكلة في امتصاص فيتامين (د)، لذا فإن تناول الفيتامينات المتعددة مع فيتامين (د) يساعد على الأرجح على تحسين صحة العظام، لافتة إلى أن الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين (د) هي 400 وحدة دولية (IU) للأطفال حتى سن 12 شهرًا، و600 وحدة دولية للأعمار من عام (1) إلى 70 عامًا، و800 وحدة دولية للأشخاص فوق 70 عامًا.
واشارت هند إلى أن الأبحاث العلمية التي تتناول استخدام فيتامين د أكدت أنه يفيد في علاج لين العظام حيث يتم استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د لعلاج البالغين الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين د، حيث يؤدي هذا النقص إلى فقدان محتوى المواد المعدنية في العظام، وألم العظام، وضعف العضلات، وليونة العظام، بالإضافة إلى علاج هشاشة العظام حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على القدر الكافي من فيتامين د والكالسيوم في النظام الغذائي من الممكن أن يشهدوا تباطؤًا في فقدان المحتوى المعدني بالعظام، ويساعدهم ذلك على الوقاية من هشاشة العظام وتقل لديهم كذلك حالات كسر العظام.
الكساح والسرطان
واشارت إلى أنه يقي أيضا من مرض الكساح، حيث يُصاب الأطفال بهذه الحالة المرضية بسبب نقص فيتامين د، ويمكن أن يؤدي التكميل الغذائي باستعمال فيتامين د إلى الوقاية من تلك المشكلة وعلاجها، كما ترجح الأبحاث العلمية أن فيتامين د، خاصةً عند الحصول عليه مع الكالسيوم، من المحتمل أن يساعد على الوقاية من أنواع معينة من السرطان.
وترجح الأبحاث العلمية التي تم إجراؤها في مرحلة مبكرة أن فيتامين د ربما يلعب دورًا في تعزيز النواحي الصحية المرتبطة بالمهارات المعرفية، فقد اكتشف الباحثون، في إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على نطاق ضيق من الأفراد البالغين ممن تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر ويخضعون للعلاج من داء الخرف، أن الحصول على مكمل غذائي يحتوي على فيتامين د يساعد في تحسين المهارات المعرفية، كما تشير الدراسات إلى أن الاعتماد على المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د لفترات طويلة يحد من خطر التعرض للإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد.
السلامة والآثار الجانبية
ويعتبر فيتامين د بشكل عام آمن في حالة تناوله بجرعات مناسبة، لكن تناول فيتامين د بكمية كبيرة يمكن أن يكون مضرًا للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 9 سنوات فما فوق، والبالغون، والنساء الحوامل والمرضعات الذين يأخذون أكثر من 4000 وحدة دولية (IU) في اليوم من فيتامين د، حيث يؤدي ذلك إلى الغثيان، القيء، ضعف الشهية، الإمساك، الضعف، فقدان الوزن، مشكلات عدم انتظام ضربات القلب، وتلف الكلى.
مخاطر نقص فيتامين د
وعند انخفاض مستوى فيتامين د في جسمك يمكن أن تصبح عظامك رقيقة أو هشة أو مشوهة، وعلى الرغم من أن البالغين يحصلون على مقدار من فيتامين د من الطعام أقل من الموصى به إلا أن التعرض للشمس يمكنه أن يعوض الفارق بالنسبة لمعظم البالغين لا يمثل نقص فيتامين د مشكلة، لكن في بعض المجموعات وخاصة الأشخاص البدينين أصحاب البشرة السمراء والبالغون من العمر أكثر من 65 عاما ولديهم مستويات منخفضة من فيتامين د نتيجة لحميتهم الغذائية وقلة التعرض للشمس أو العوامل الأخرى.
وأكدت الباحثة هند عباس أن المقدار الغذائي المسموح به (RDA) للبالغين هو 600 وحدة دولية (IU) من فيتامين د في اليوم، وهذا يصل إلى 800 وحدة دولية يوميا لهؤلاء الأكبر من 70 عاما، وللوصول إلى هذا المستوى اختر الأطعمة الغنية بفيتامين د. على سبيل المثال اختر الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والتونة والتي تقدم مقادير كبيرة من فيتامين د أو الأطعمة المقوية مثل اللبن والزبادي.
وأضافت أنه يجب ألا تبالغ في ذلك أيضا، لأن المستويات المرتفعة جدا من فيتامين د لا تظهر أنها تمنح مزايا أكثر، ففي الحقيقة الكثير من فيتامين د يرتبط بمشكلات صحية أخرى، وإذا كنت قلقا بشأن ما إذا كنت تتلقى القدر الكافي من فيتامين د تحدث مع طبيبك عن حميتك وما إذا كان مكملا فيتامين مفيد بالنسبة لك.