رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى يوم العار.. التاريخ الذي لا يعرفه المصريون!


هذا اليوم لا يقترب منه الإخوان الإرهابيون أبدا.. فهل -مثلا- سمعتم الإخوان يهاجمون حرب 48 وهزيمة الجيوش العربية؟ هل سمعتم لميس جابر أو يوسف زيدان يفعلان ذلك؟.. لا.. لا همَّ لهم إلا ما جرى بعد تولي أبناء الجيش العظيم أمر البلاد.. وفي السطور التالية وقائع يوم حزين من تاريخ مصر تتجاهله شلة الأنس كلها.


لا تقترب منه إلا بمحاولات يائسة لتجميله أو تلطيفه.. إلا أن كل المحاولات تفشل واحدة بعد أخرى.. أبناء الأسرة المالكة لهم تسجيلات يروون فيها وقائع يوم العار وبما لا يمكن معه إنكاره أو تكذيبه. أمس.. مرت الذكرى السابعة والسبعين للحادث العار.. والحادثة كما يجمع المؤرخون عليها كالآتي:

انتهى الإنذار الذي وجهته السفارة البريطانية للملك فاروق بعد أن حددتها بيوم الثالث من فبراير عام 1942.. الإنذار يقضي بضرورة اختيار "النحاس" باشا رئيسا للحكومة.. العلاقة بين الملك و"النحاس" ليست على ما يرام لأسباب عديدة.. ليس وقتها هنا.. ولأن حسابات الملك كانت دائما غير صحيحة، استهان بالإنذار واعتقد أنه ككل مرة سينتهي.. إلا أنه في اليوم التالي الموافق 4 فبراير الذي مر أمس، فوجئ القصر الملكي بالدبابات البريطانية تحاصر قصر عابدين، ويقتحم القصر السفير البريطاني المدعو "مايلز لامبسون"..

يسرع إليه رئيس الديوان "أحمد حسانين" الذي يحاول تهدئته بكل الوسائل في تفاصيل مذلة، إلا أن الأمر يتصاعد إلى اقتحام مكتب الملك وبأسوأ طريقة ممكنة وبغضب عارم أظهر كل اللون الأحمر في وجه سفير الاحتلال، يطلب من الملك بتوبيخ روته مصادر عديدة، ويأمره باختيار واحد من أمرين.. أن يعين "النحاس".. أو أن يوقع على وثيقة في يده اليسري!

كانت الوثيقة نصا تقول:
"نحن فاروق الأول ملك مصر تقديرا منا لمصالح بلدنا فإننا هنا نتنازل عن العرش، ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا ولذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضا نحل رعايانا من يمين الولاء لشخصنا"!

كان النص إلى أقصى درجات الإهانة والمشهد كله مؤلم ومفجع، وبيد مرتعشة ذليلة يوقع الملك قرار تعيين النحاس باشا.. ويعيد "لامبسون" التأكيد "النحاس وحده منفردا وليس وزارة ائتلافية"؟ 

يتوقف الكلام من فم الملك من صعوبة الموقف، فيرد أحمد حسانين: نعم.. النحاس منفردا!

الأسئلة الآن، من في مصر لحد اليوم يعتقد أن بلدا يحكمه ملك بهذا الضعف كان دائنا لبلد مجرم مثل بريطانيا كما أفهموه؟ ومن سأل نفسه كم كاتبا في مصر ممن يقيمون زفة سنوية لجمال عبد الناصر في ذكرى نكسة 67 وكأن لا الجيش جيش مصر ولا أبناءه أبناء مصر ويقدمون للعدو الإسرائيلي أهم خدمة سنوية له لا يفعلها الإعلام الإسرائيلي نفسه..

نقول: كم كاتبا كتب عن الحادث هذا العام أو العام السابق أو العام الذي يسبق السابق؟، ومن في مصر مؤمن لحد اليوم أنه كانت في مصر ديمقراطية قبل ثورة يوليو كما أفهموه؟ هل تجتمع الديمقراطية مع الاحتلال؟ هل تجتمع حرية المواطن مع وطن محتل؟! هذا حال نخبتك وكتابك يا وطني!!
الجريدة الرسمية