باحث أمريكي يشبه كروش المصريين بناطحات نيويورك
تحت عنوان "متى ستختفى الكروش" نشرت مجلة الجيل الجديد عام 1954 موضوعا عن ارتفاع نسبة السمنة عند المصريين قالت فيه :
حضر إلى القاهرة أحد الباحثين الأمريكيين اسمه مستر تاليوت من ولاية نيويورك، وكتب تقريرا قال فيه، إن تسعة أعشار المصريين الذين رآهم في المدن هم من ذوى الكروش الضخمة، وأن هذه الظاهرة لا تقتصر على المسنين فقط بل الشباب أيضا رجالا ونساء.
وقال: أعتقد أن السبب في ارتفاع هذه الكروش كناطحات السحاب في نيويورك هو ميل المصريين الشديد إلى الأطعمة الدسمة، وقد لاحظت أن المصريين يحبون الأكل جدا وأيضا التفرغ له والتفنن في اختيار أنواعه، إضافة إلى أن وضع جميع الأنواع جنبا إلى جنب فوق مائدة واحدة دون النظر إلى الفائدة الغذائية.
فمثلا تجتمع على مائدة واحدة عدة أطباق وكلها تشترك في عنصر واحد هو النشويات، والغريب أن المصرى ينام بعد هذه الأطباق نوما طويلا ينتج عنه ارتفاع كبير في الكروش.
رد على الباحث الأمريكى الطبيب المصرى أستاذ الأمراض الباطنة بقصر العينى منصور فايز، بأن طريقة الطبخ هي سبب المشكلة كما أننا لا نهتم مطلقا بوجبة الفطور في الوقت الذي ننكب فيه على وجبة الغداء، بينما يجب أن يكون الأمر العكس من ذلك تماما حتى نستغنى عن الطبيخ.
وأضاف فايز أنه من المفروض أن الوجبة الرئيسية الإفطار الذي يجب أن يتكون من الفول واللحم واللبن، أما في الظهر فيكتفى بوجبة خفيفة سندوتشات مثلا من الجبن والعسل أو المربى وكوب من اللبن، أما في العشاء فيكون في السادسة مساء وهى وجبة وسط بين الفطور والغداء من حيث الكمية، ومن أجل ذلك نجد الفلاح المصرى ليس عنده كرش لأنه يأكل الإفطار دسما وعشاء أقل دسامة وفى الظهر وجبة خفيفة حتى يمكنه مواصلة العمل في همة ونشاط وحتى لا ينام وسط النهار.
ويعلق الدكتور زكى سويدان أستاذ الأمراض الباطنة أن المواد التي تقحم على الطبيخ لا يحتاج إليها الجسم مثل البصل والتوابل، أما اللحوم والخضراوات فيجب أن تؤكل بطريقة مختلفة تماما فهى سهلة الهضم إذا اكتفى بسلقها.
وأضاف سويدان أنه يمكن أكل الكربوهيدرات أو الدهون أو اللحوم عن طريق ساندوتش صغير بسيط ويمكن في العشاء ساندوتش حلاوة طحنية أو عجوة فهما يساويان ألف وجبة غذاء.