رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عائلة القذافي ورقة بوتين لعودة روسيا إلى ليبيا

بوتين ومعمر القذافي
بوتين ومعمر القذافي

عادت عائلة زعيم النظام الليبي السابق معمر القذافي لتتصدر المشهد الليبي، وسط دور روسي كبير في عودة نجلي القذافي في لعبة الإعلام والسياسة في ليبيا وخارجها، حيث تشكل عائلة القذافي ورقة روسيا لعودة في ليبيا، وسط صراع المصالح والنفوذ داخل الدولة الغنية بالنفط والتي بات واضحا الصراع الفرنسي الإيطالي على بلد عمر المختار.


القذافي الابن
في 15 يناير الماضي، وجه سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي رسالة لرئيس اللجنة الروسية للتضامن مع الشعبين الليبي والروسي، سيرجي بابرون، مؤكدا أن حكومة روسيا تتفهم حقيقة الوضع في ليبيا، وتدعم الحل السياسي في البلاد بمشاركة كافة الأطراف الليبية.

وقال القذافي الابن إن "روسيا تدعم جهود السلام التي ترمي إلى إحلال الأمن والاستقرار في ليبيا من جديد".

وكان نجل سيف الإسلام القذافي بعث إلى القيادة الروسية برسالة رسمية يطلب فيها دعم موسكو لحل الأزمة في ليبيا، بحسب خالد الزايدي محامي سيف الإسلام القذافي.

القذافي الابن والذي يقف على أرضية صلبة وشعبية قوية في ليبيا، ويشكل جزءا من الحل الليبي، يحظي بدعم عدد من القبائل لرئاسة ليبيا، فقد فوّض المجلس الاجتماعي لقبيلة "أولاد بريك" بمنطقة العربان الليبية سيف الإسلام لقيادة المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا.

وطالب المجلس الاجتماعي كلّ الليبيين بأن يحذوا حذوهم في هذا الشأن، مؤكّدًا أنّه سيكون عونًا وسندًا في كلّ ما يسهم في تحقيق المصالحة بين أبناء الوطن الواحد وإرساء الأمن والأمان في ليبيا.

كما وجه نجل الزعيم الراحل معمر القذافي بطلب عاجل بشأن الوضع في ليبيا، داعيا إلى ضرورة التعجيل بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

وفي إطار استمرار الغزل الروسي لعائلة القذافي والاهتمام الإعلامي المتواصل، كشفت مقرّبة من سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عن مفاجأة عمن يدعمه للترشح إلى رئاسة ليبيا.

وقال ريم الدبيري، المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تصف نفسها بأنها مقربة من عائلة القذافي وابنة المسئول الأمني الليبي السابق يوسف الدبري، في تصريحات لقناة RT إن الغرب أبدى دعما كبيرا لمحاولة سيف الإسلام القذافي الترشح للرئاسة الليبية.

وقالت الدبيري: "أعتقد أن سيف الإسلام سيكون خيارا جيدا لليبيا، لقد توقع (سيف الإسلام) في عام 2011 هذا الوضع الدقيق الذي ستواجهه البلاد الآن".

وفي وقت سابق أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أن موسكو ترى أنه لا يمكن حرمان أي شخص من حق المشاركة في الانتخابات الرئاسية في ليبيا، وسيف الإسلام القذافي يجب أن يكون جزءا من العملية السياسية الشاملة.

القذافي الأسير عربون بوتين

روسيا في إطار البحث عن حلفاء وأوراق نفوذ لها داخل ليبيا، أيضا لم تقتصر على سيف الإسلام القذافي، بل سعت لتكون بمثابة الداعم الأكبر لعائلة الزعيم الليبي الراحل، فكان موسكو من أوائل الدول الأجنبية التي اثارت قضية هانبيال القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

وفي 30 يناير كشفت روسيا عن فتحها لقنوات تواصل مع أطراف لبنانية بشأن قضية نجل القذافي هانيبال، وحبسه في سجون لبنان الذي اعتبرته غير منطقي.

وأكدت روسيا على لسان نائب وزير خارجيتها، ميخائيل بوغدانوف أنها على اتصال مع ممُثلين عن أحزاب سياسية وطوائف لبنانية للتوصّل إلى اتفاق لإخراج هانيبال من السجن.

وأشار بوغدانوف في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" إلى أن الأطراف اللبنانية تمتلك القرار النهائي في القضية، مؤكدًا سعي بلاده إلى إنهاء حبس هانيبال الذي تعتبره أمرًا غير منطقي، حسب وصفه.

واعتُقل هانيبال القذافي عام 2015 في لبنان بتُهم إخفاء معلومات تخص قضية اختفاء موسى الصدر، دون أي مُحاكمة رسمية حتى الآن.
وتوجه هانيبال القذافي إلى روسيا قائلا إنه يتطلع "إلى دور أكبر من قبل روسيا كدولة عظمى في مثل هذه القضايا الإنسانية التعسفية، شاكرا المجهودات المبذولة لإطلاق سراحي".

ليبيا ورغبة بوتين

تشكل حضور روسيا في ليبيا إحدى أهم رغبات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل صراع أوروبي بين فرنسا وإيطاليا على النفوذ والمصالح داخل ليبيا،، وذلك تسعى موسكو عبر عائلة القذافي وسبقها داخل المجتمع الليبي في الوصول إلى هدفها بوجود شريك وحليف قوي داخل ليبيا يؤمن لها مصالحها الخاصة، لذلك لن تجد أهم من "سيف الإسلام" كلاعب سياسي وقضية "هنبيال" كهدية روسية لأنصار القذافي في الإفراج عنه من بيروت وعودته إلى طرابلس، كـ"عربون" روسي لحلفائها الجدد في بلد عمر المختار.

وليبيا القذافي كانت زبونًا هاما للاتحاد السوفييتي خلال السبعينيات، حيث تم التوقيع على أول عقد هام للتسليح بين الشريكين. وقد تواجد بين 1973 و1982 ما يقارب الـ 11 ألف مستشار عسكري لمساعدة الجيش الليبي على استعمال السلاح الذي يرسله الاتحاد السوفياتي، حين كان يزود القوات المسلحة الليبية بالعدة والعتاد بشكل مكثف.

وفي 2008 وخلال زيارة عمر القذافي إلى موسكو وقع مع فلادمير بوتين عقود اقتصادية تتراوح قيمتها بين 5 و10 مليارات دولار. ولم يكن القيِّمون على مجال الطاقة وصناعة الأسلحة وحدهم من وجدوا لأنفسهم موطئ قدم جديد في السوق الليبية، فشركة السكك الحديدية الروسية حصلت على عقد بقيمة 2.2 مليار دولار لبناء خط فائق السرعة على مسافة 550 كلم بين مدينتي سيرت وبنغازي. وقد توقفت مع أحداث 2011، واليوم تسعى روسيا إلى العودة إلى ليبيا عبر "القذافي الابن".
Advertisements
الجريدة الرسمية