رئيس التحرير
عصام كامل

محسن عليوة يكتب: شبكات التواصل الاجتماعي وحرب الشائعات

محسن عليوة
محسن عليوة


مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم قنوات الاتصال ونشر الأخبار والمعلومات، وهذا أمر محمود إذا استخدم استخدامًا راقيًا يتم الاستفادة منه بالشكل الأمثل.

وعلى هذا فإن مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت من الخطورة بمكان؛ حيث يتم استغلال ما ينشر بهذه المواقع، وتلك الشبكات، في الترويج لكثير من الشائعات في مختلف جوانب الحياة، ولكون الشائعة وسيلة رخيصة وسريعة الانتشار اعتمادًا على عدة عوامل مجتمعية لتحقيق الكثير من الأهداف والمكاسب لمروجي تلك الشائعات، ومنها ما هو مادي أو ما هو معنوي، وأصبحت الشائعة من أخطر الوسائل المعاصرة التي انتشرت وغزت العالم كله، وذلك بفضل وسائل الاتصالات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة في ثورة المعلومات في عصر أصبح العالم فيه قرية صغيرة.

أصبحت الشائعة في عصر التقدم التكنولوجى المتسارع تستهدف تضليل وتوجيه الرأى العام في اتجاه معين للنيل من إنجاز وطني أو من شخصيات سياسية مشهورة، ويقف وراء تلك الشائعات وخلف كواليسها مروجون، وصُناع تضليل، احترفوا استثمار التقنية، وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحوا يدركون أهمية اقتناص حدث ما، لتمرير الشائعة، في حين تغيب تفاصيل ما يروجون له لدى العامة، ويتم إلقاء ونشر تلك الشائعة، لتمثل رأيًا عامًا، وذلك نظرًا لغياب المعلومة الصحيحة من أثر في انتشار تلك الشائعات، حيث إن غياب تفاصيل ومعلومات بعض الأمور يمثل بيئة حاضنة لبث الشائعة عبر الكثير من الوسائل التي سرعان ما تنتشر انتشار النار في الهشيم كلما ارتبطت بما له أهمية، لدى عامة المجتمع.

إن انتقال الشائعة من الحالة الشفوية العشوائية إلى مرحلة الكتابة المحترفة، والتي غالبًا ما يقف خلفها الكثيرون من أصحاب الأهداف السياسية، أو الاقتصادية فتصبح الشائعة أكثر حرية في الانتقال، فتتناقلها وسائل الإعلام ذات الإيديولوجيات المنتمية، أو ذات التوجه المخالف لفكر مختلق تلك الشائعة، مما يجعلها قادرة على التأثير في الرأي العام، نتيجة ما يشكله موضوع الشائعة من أهمية.

ولما تمتلكه وسائل التواصل الاجتماعي، من إمكانيات تكنولوجية، قادرة على معالجة الصور الثابتة، وإنتاج مقاطع الفيديو، إلى جانب التحكم تقنيًّا في “الصوت” و”الصورة”؛ الأمر الذي جعل من التلقي، بمستوياته الثلاثة: العاطفي، المحايد، الناقد؛ مهمة صعبة في التدقيق، والتحقق، والتثبت مما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، كلمة، وصوتا، وصورة.

فالشائعات عدو خطر للاستقرار والنجاح، وخطورتها تكمن في سرعة انتشارها وسرعة التفاعل معها وصعوبة التخلص منها؛ حيث إن لها تأثيرًا خطيرًا على بيئة العمل من زوايا متعددة.

ولابد من البحث عن الطرق التي تعمل على التقليل من خطر الشائعات والحد منها، وهناك بعض الطرق للحد من، ومواجهة الشائعات، وهي:

- عدم التحدث مع الأشخاص غير الموثوق بهم عن الخصوصيات والأسرار الشخصية.
- بذل الجهد في أن لا تكون طرفًا في نشر الشائعات، لأن ذلك قد يؤدي إلى دخولك دوامة القيل والقال؛ فعندما تصل الشائعة إليك لا تلقِ لها بالًا.
- إذا كنت أنت موضوع الشائعة واجه مصدرها، وضع له حدًا بحزم.
- لا تغضب من الشائعة، فالغضب غالبًا ما يتم تفسيره بأنه إثبات لصحتها.
- لا تلجأ إلى الرد بالمثل، فعندما تطلق الشائعة، بمواجهتها ستدخل حربًا مفتوحة لا تحمد عقباها، وهي حرب قذرة قوامها التزييف، واختلاق ما ليس فيك.

______________________________
(*) أمين العمال بحزب "حماة الوطن".
الجريدة الرسمية