الإمام والبابا.. لقاء الحكماء
اهتمام غير عادي بلقاء رئيس الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، وهو بحق لقاء يستحق الاهتمام لما له من دلالات دينية وسياسية في إرساء دعائم الحوار والتسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر.
البابا والإمام في الإمارات العربية المتحدة، فما هي الأهداف وما هي النتائج المتوقعة من لقاء القمة بين أكبر رأس في الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر رمز الوسطية والاعتدال؟
الأهداف المعلنة للزيارة ومغزى اختيار دولة الإمارات، هي إرساء قواعد المحبة والسلام والإخاء والتعاون والعمل سويا لبناء جسور الثقة بين المسلمين والمسيحيين، ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن في كل ربوع الأرض.
البابا فرنسيس، وهو أرجنتيني الجنسية، رجل سلام ومحبة وله مواقف عظيمة ودعوات للتعايش السلمي بين الأديان وخاصة بين المسلمين والمسيحيين، ونبذ التناحر والحرب والصدام بين الأديان والحضارات. وكذلك شيخ الأزهر الإمام الأكبر، رجل دين مستنير من صعيد مصر، حصل على الدكتوراه من جامعة السوربين في باريس، وأحد أكثر الشخصيات الإسلامية احتراما ووقارا ومؤسس مجلس الحكماء المسلمين ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي بحق أحد أكثر الدول العربية انفتاحا وتعايشا وانسجاما بين كل الأديان والأجناس والثقافات.
أما النتائج المرجوة من هذا اللقاء، فهي عديدة وعلى رأسها، سحب البساط من كل دعاة التشدد والتعصب وتكفير الآخر والقتل والحرب باسم الدين، وهي الدعوات التي استغلتها قوى الشر على مر العصور لتحقيق أهداف سياسية باسم الدين، ولقد كانت أرض العرب ومنطقة الشرق الأوسط بالذات وهي مهد الأديان الثلاثة، هي أرض المعركة والخسائر للحروب باسم الدين، والقتل باسم الله، منذ الحروب الصليبية، إلى نشأة دولة إسرائيل، وإلى اليوم.
ولقد دفع المواطن العربي في هذه المنطقة، ثمن الأفكار المتشددة التي تبنتها قوي الظلام، فبسبب أفكار تتظيم القاعدة وإرهابها، قتل الملايين في العراق ومن قبلها في أفغانستان، وبسبب تنظيم داعش الإرهابي، كادت أن تنتهي سوريا، وبسبب الخلافات المذهبية والدينية والسياسية في لبنان اليمن وليبيا وغيرها من البلدان العربية، تحولت هذه البلدان إلى بلدان فاشلة أو على وشك الفشل.
والتشدد والعنصرية ليست صفات المتشددين في البلاد العربية أو الإسلامية فقط، ولكن يوجد في كل الديانات والبلدان جماعات إرهابية تدعو إلى القتال والكراهية ونبذ المسلمين، وخاصة من الصهيونية العالمية والمسيحية الداعمة لها، ولذا فمثل هذه اللقاءات تعيد من لم يجرفه تيار التشدد بين ابناء كل الأديان إلى جوهر الاديان، وهو التسامح والتعايش والعمل سويا لمواجهة مشكلات البشرية من الجهل والفقر والمرض، ونبذ التناحر والتقاتل والاختلاف.
شكرا لمن يساعد على التقارب والتسامح والتعاون بين البشر، وشكرا لدولة الإمارات العربية المتحدة.