مؤتمر الأخوة الإنسانية.. العالم على أرض الإمارات
الحدث العالمي الكبير والفريد من نوعه الذي تحتضنه دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام، تحت عنوان "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، برعاية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ومشاركة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس، يعكس إلى مدى يحرص حكام الإمارات على بلورة مشروع للأخوة الإنسانية يمكن أن يساهم في الحد من التطرف والتعصب الديني في العالم.
وليس من قبيل المجاملة القول إن الإمارات باستضافة هذا الحدث ترسخ مكانتها كدولة عربية وإسلامية ترعى قيم التعايش والتسامح والمحبة وليس أدل على ذلك من مشاركة الكثير من أتباع الديانات ومختلف الأعراق في هذا المؤتمر، وخاصة أن الإمارات استضافت في نوفمبر الماضي، المؤتمر العالمي الأول "تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات"، وذلك تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ولم يكن غريبا احتضان أبوظبي لهذه الفعالية الكبرى خاصة أن الإمارات اختارت قبل فترة تعيين وزير للتسامح، ولهذا كان افتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي للمؤتمر الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بمثابة إعلان عالمي لإعلاء قيم الحوار والمحبة بين أصحاب الديانات ومختلف الأعراق في العالم.
إننى أتصور أن هذا المؤتمر بما يحمله من دلالات ومضامين وبما يعكسه من عزم صادق لن يرسخ فقط مكانة أبو ظبي كعاصمة عالمية للتسامح ولكنه يرسخ أيضا قيم السلام والمشتركات الإنسانية بين الأديان، وما أحوج العرب إلى مثل هذه المبادرات التي تؤكد أن أمتهم العربية هي أمة سلام وحضارة، والإسلام الذي يدينون به هو دين محبة وإخاء وليس كما يصوره المتشددون والإرهابيون دين تنطع وإرهاب وسفك للدماء وانتهاك للحرمات.
واللافت أن هذا المؤتمر الذي يقود فيه شيخ الأزهر جهودا مضنية لإعلاء هذه القيم باعتباره رئيسا لمجلس حكماء المسلمين يتم في وقت يتعرض فيه الإمام الأكبر لهجوم عاصف في بلده مصر من قبل أصوات تقول كلاما نشازا، على طريقة المثل القائل "لا كرامة لنبي في وطنه".