رئيس التحرير
عصام كامل

مقبرة بيتوزيريس بتونا الجبل تبوح بأسرارها بعد ١٠٠ عام على اكتشافها

فيتو

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن وزارة الآثار احتفلت بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة (بيتوزيريس) كبير كهنة الإله جحوتى إله الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا بمنطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، مشيرا إلى أن "بيتوزيرس" هو الابن الثاني لسيشو الكاهن الأكبر وكان له ثمانية أولاد وجميعهم دفنوا في هذه المقبرة وحصلوا على جميع الألقاب الكهنوتية.


وأكد "شاكر" أن المكتشف الفعلي للمقبرة «بيتوزيرس» مفتش آثار مصري اسمه أنطون أفندي يوسف عمل في تونا الجبل سبعة سنوات متصلة مع بعثات أجنبية وكانت لديه خبرة كبيرة وعرف وفهم دروب وأسرار تونا الجبل، وهو من عثر على جدار مقبرة بيتوزيرس وأرسل تقريره إلى مصلحة الآثار في ذلك الوقت قائلا: "إنه عثر على ما يبدو أنه معبد"، وصرحت له مصلحة الآثار بالحفر واكتشف الجزء الأعلى للمعبد وأرسل تقريره وبوصول جوستاف ليفافر المسئول عن مصلحة الآثار وقتها وأكمل الحفر قال: "لقد عثرنا على معبد" ثم قال: مقبرة، ثم قال المقبرة المعبد، وذلك في مارس 1918 وأكمل حفر المقبرة في فبراير 1919 وتم الترميم في 1920.

وجاء بعدهم العبقرى سامى جبرة واستمر ليكتشف مدينة الموتى كامله (تونا الجبل) والعديد من البيوت الجنائزية والساقية الرومانية ومقبرة إيزادورا وأخيرا سراديب الغموض والإثارة وكتب أن تونا حتى الآن لم تبح بكل أسرارها وما زالت بكرا.

ومقبرة بيتوزيريس فريدة في عمارتها وفنونها، فعمارتها تماثل عمارة المعابد المصرية في الدولة الحديثة، وفنونها جمعت بين الفنين المصري واليوناني في بعض الحالات، وفي حالات أخرى أبرزت الفن المصري بخصائصه الأصيلة، والفن اليوناني بخصائصه المميزة له.

وكان "پيتوزيريس" الكاهن الأول للإله "چحوتي" سيد الأشمونين، وتزخر المقبرة بالعديد من المناظر الدنيوية، مثل الزراعة والحصاد، وجمع وعصر العنب، ورعى الطيور والحيوانات، والمنظر الشهير لبقرة تلد، هذا بالإضافة إلى مناظر الصناعات الحرفية المتعددة والدينية، مثل الجنازة ومقدمي القرابين، وعبادة الآلهة، وبعض فصول كتب الموتى.

وهى مقبرة عائلية للكاهن "بادى أوزير" والذي يعنى اسمه "هبة أوزير" بالمصرية القديمة، وهو "بيتوزيريس" باليونانية، وهو كبير كهنة تحوت في ذلك الوقت، وتضم كلا من جثمانه، ووالده، وزوجته، وأخته.

وتأتى أهمية هذه المقبرة في أنها تمثل الانتقال المرحلي الفنى بين الفن المصرى القديم، والعصر البطلمي الباكر، كما يتضح من العناصر الفنية بها وخاصة الممثلة ضمن موكب القرابين بالصالة الداخلية.

وتتخذ المقبرة شكل معبد مصرى، وليست مجرد مقبرة تقليدية، وتشبه تمامًا واجهة معبد دندرة في الجنوب، حيث يزين الواجهة أربعة أساطين، اثنان يقلدان النخيل، والآخران يقلدان أعمدة مركبة من اللوتس والبردى، وتظهر الأربعة أساطين عند الواجهة في أعلى ما يسمى "الستائر الجدارية" التي تسمح بمرور الضوء إلى "الصالة الأمامية" ( برو - ناؤوس)، ويحف بالواجهة كذلك زخرفة الكورنيش والخيزرانة المصريتان.

ويزين الجزء الخارجى من المقبرة مناظر الحرفيون يقومون بأعمال النجارة، والأواني الحجرية، وصناعة الحلى، كما يظهر أيضًا مناظر تمثل جنى محصول العنب وصناعة النبيذ، وكذلك جنى الكتان، والقمح وحصاده، وغير ذلك من مناظر تمثل حرث الأرض وزراعتها.
الجريدة الرسمية