رئيس التحرير
عصام كامل

خوان جوايدو.. قصة رجل مغمور اقتحم عالم السياسة بانقلاب على الرئيس الفنزويلي

فيتو

يوما بعد يوم تتصاعد حدة الأزمة الفنزويلية على الساحة الدولية خاصة في ظل التدخل الأمريكي السافر لدعم الانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو وإعلان الاعتراف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا مؤقتا الذي برز اسمه مؤخرا على ساحة السياسة وسط انقسام دولي بين مؤيد ومعارض لتلك الخطوة.


شخصية مغمورة
وتحول جوايدو بين عشية وضحاها من شخصية مجهولة ليتصدر اسمه عناوين الصحف العالمية، بعدما أعلن نفسه رئيسًا للبلاد، وما تبع الإعلان من اعتراف أمريكي به كرئيس جديد لفنزويلا، حتى ضجت وسائل الإعلام باسمه.

وقبل الإعلان لم يكن جوايدو معروفًا إذ ترأس الجمعية الوطنية المعارضة قبل ثلاثة أسابيع فقط عبر الانتخابات.

ويرى مراقبون أن انتخابه ساهم بشكل رئيسي في إحياء المعارضة ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تشهدها البلاد تتفشى فيها حالة الفقر، رغم امتلاك البلاد أكبر مخزون نفطي في القارة.

وبتتبع مسيرته السابقة، درس خوان خيراردو جوايدو، المولود في مدينة جوايرا عام 1983- الهندسة الصناعية في فنزويلا، وأنهى الدراسات العليا في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية، وبعد ذلك، التحق بمدرسة إدارة الأعمال الخاصة في فنزويلا.

عداء الحكومة
تذكر التقارير أن جوايدو وهو في سن 15 عاما تعرضت مدينته لفيضانات دمرت مساحات شاسعة من المدينة وقتلت عشرات الآلاف من الناس، فيما نجا هو و7 إخوة وأخوات، من تلك الكارثة، وهو الأمر الذي أدى إلى عدائه الشديد للحكومة الفنزويلية منذ ذلك الحين، حيث كانت كارثة ولاية فارجاس عام 1999 سببًا بارزًا في تشكيل الفكر المعارض لجوايدو، إذ بدأ معارضته للرئيس الراحل هوجو تشافيز في 5 مارس 2013، ثم انتقل لمعارضة خليفته نيكولاس مادورو، حيث أشارت تقارير إلى أنه بعد نجاته وضع جوايدو اللوم على حكومة تشافيز في عدم التعامل مع تبعات الكارثة التي حلت بالمدينة ودمرتها، ولا تزال تعاني من الفقر حتى يومنا هذا.

محطات سياسية
وأشارت الروايات إلى أن سبب معارضته للحكومة عدم استجابتها لنداءات الاستغاثة لمدينته حين تعرضها للفيضانات، وذلك ما جعله يشارك في العديد من منصات المعارضة للحكومة حيث تدرج في محطات سياسية عدة، قبل أن يصل لزعامة حزب المعارضة الأكبر في فنزويلا، عندما كان طالبًا، شارك في احتجاجات ضد الرئيس السابق تشافيز، واتهمه بالسيطرة على وسائل الإعلام لأنه لم يجدد ترخيص محطة الإذاعة المستقلة، كاراكاس.

وفي عام 2009، أسس "حزب الإرادة الشعبية" إلى جانب زعيم المعارضة ليوبوردو لوبيز الذي يخضع للإقامة الجبرية حاليًا، وفي عام 2011، انتخب جوايدو نائبًا في الجمعية الوطنية، وأصبح في عام 2016 ممثلًا عن ولاية فارجاس، إحدى أفقر الولايات في فنزويلا.

ومنذ يناير الماضي، اختارته أحزاب المعارضة الفنزويلية زعيمًا لقيادتها كمرشح جرى التوافق عليه بالإجماع، إلى أن أعلن تشكيكه في الانتخابات الرئاسية ونصب نفسه رئيسا لفنزويلا بالوكالة.
الجريدة الرسمية