رئيس التحرير
عصام كامل

تمثيل «مصر» على شاشة القنوات الأجنبية!


الأجنبية هنا تعني كل القنوات غير المصرية التي تكون رؤية مشاهديها للأوضاع في مصر ضبابية، وبالتالي لا يصح أن يظهر فيها ممثلا عن شعب مصر من يفتقد هو أصلا للرؤية الصحيحة، ولا للأسلوب اللائق، ولا للحقائق بالأرقام والمعلومات والتفاصيل وتفاصيل التفاصيل، ولا بغير الجاهزية للتعامل السريع مع أي طارئ يجري خصوصا في برامج الهواء، مثل الأسئلة المباغتة أو المداخلات التي تتسبب في فقدان الأعصاب.


بل يكون هذا هو هدفها الحقيقي، ويكون التعامل بنفس الطريقة مؤديا إلى نتائج عكسية بل يحتاج الأمر -ما لم يصل إلى السب العلني والاتهامات البذيئة- إلى ضبط النفس والتحكم في رد الفعل والفرصة الرائعة لظهور الثبات الانفعالي، وبعدها يكون السعي إلى قلب السحر على الساحر ليخسر كل من يحاول تكرار الاستفزاز!

المعنى باختصار أن من يعملون في الإعداد التليفزيوني يعرفون جيدا بعض ألاعيب المهنة، فتكون استضافة ضيوف انفعالية أو ضعيفة في حالة الرغبة في ترجيح فريق على فريق، وللأسف يكون أحدهم لا يمثل نفسه، بل يمثل مصر كلها أو على الأقل الأقل الغالبية الكاسحة الكاسحة من شعبها.

وهناك، وعلى الشاشات الأجنبية تُمنح الفرصة الكاملة للكلام لكن لا يجيد استغلالها، بل يحدث العكس، ويكون الهياج والصراخ اللجوء للألفاظ واستخدام الأيدي في غير موضعها ولا في الاتجاه الصحيح.. عندئذ وبعد ألاعيب بعض المعدين وبعد التمثيل غير المناسب لشعبنا نكون جميعا الخاسر الحقيقي ولا يسبقنا إلا الإساءة لمجهود جبار وعرق يبذل لإعادة بناء بلدنا، ودموع ودماء تقدم للحفاظ عليه وعلى أمنه وأمن أبنائه!

ما الحل؟ هل بضبط عمل مكاتب الفضائيات الأجنبية داخل مصر؟.. لا تدخل الحكومة في عملها من الأساس، وتعمل بمنتهى الحرية.. ولا حل فيما نعتقد إلا بالوعي.. الرقيب الذاتي الذي يجعل الاعتذار عن المشاركة أفضل كثيرا من المشاركة على حسابنا جميعا!
الجريدة الرسمية