رئيس التحرير
عصام كامل

«جمعية ودايرة».. «أفراح الجمعيات» تغزو قرى محافظة الغربية (فيديو وصور)

فيتو

«حق يا زينهم لو كل المعازيم النهاردة ينقطوك في الفرح.. غصب عنهم أنا مجاملهم كلهم والنهاردة الدور عليَّ»، تلك كانت جملة حوارية بين النجمة روجينا والفنان خالد الصاوي، في فيلم الفرح الذي تدور أحداثه حول زينهم (خالد الصاوي) الذي يضيق به الحال فيضطر لإقامة حفل زفاف واستئجار عروسين؛ ليسترد ما دفعه من نقود كمجاملات في الأفراح، ليسد دينه ويشترى "ميكروباص".


لم يكن الكثير يدرك أن أحداث الفيلم ما هي إلا تجسيد لواقع ملموس في عدد من المناطق، خاصة الشعبية، إذ يضطر البعض لإقامة حفل زفاف أو عيد ميلاد أو (طهور)، بصورته الكاملة، ليس لشيء إلا لاسترداد ما قام به صاحب الحفل بدفعه في صورة نقود مسبقًا تحت بند ما تسمى (النقطة).

«يا ابني دي جمعية ودايرة النهاردة عندي بكرة عندك» جملة الفنان محمود الجندي في فيلم الفرح، ملخص وجيز لأفراح الجمعيات التي يشهدها عدد من المناطق الشعبية بالمدن وكذلك القرى، من استئجار راقصات تتمايل على إيقاع موسيقى صاخبة ومسئول التنظيم يعلن عن المبلغ الذي يدفعه المدعو كهدية للعروسين (المستأجرين) في زفافهما أو لطفل صغير في عيد ميلاده، حتى وإن لم يعرف مقدم الهدية صاحب الحفل أو أهله، لكنه يدفع اليوم ما سيحصده غدا في مناسبة اجتماعية خاصة به، وكلما دُعي الشخص إلى حفلات أكثر زاد المدعوون إلى حفله.

اشتهر عدد من قرى ومدن محافظة الغربية عادة أفراح الجمعيات، ولكنها قديمًا كانت مقتصرة بين أشخاص يعرفون بعضهم بعضًا يدفع كل منهم مبلغا محددا شهريا ويسترد هذه المبالغ شخص واحد منهم كل شهر وهو شكل من أشكال التضامن الاجتماعي المعروف والمنتشر في شتى المحافظات منذ عقود.

واشتهرت أفراح ومناسبات الجمعيات كشكل من أشكال المساعدة لشخص الذي يحصل على المال على أن يتعهد برد ما يدفع إليه في مناسبات اجتماعية مماثلة لكل من دفع له في مناسبته.

ولكن مؤخرًا ومع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المحافظات تغيرت أشكال «أفرح الجمعيات» إذ أصبح يشارك فيها أشخاص لا يعرفون بعضهم والحفلات هي العنصر الرئيسي الذي يجمعهم وأحيانا عرسان أو طفل ليس لهم صلة بالموضوع ولا يعرفهم أي شخص من الحضور سوى صاحب الدور في الجمعية.

أبو داود (اسم مستعار)، أحد منظمي أفراح الجمعيات يعلن عبر مكبر الصوت أن أحد المدعوين دفع خمسة آلاف جنيه كهدية في حفل عيد ميلاد طفلة صغيرة أو نقوط في حفل زفاف عروسين وأحيانا كثيرة لا يعرف مقدم "النقطة" صاحب عيد الميلاد أو أهلها، لكنه يدفع اليوم ما سيحصده غدا في مناسبة اجتماعية.

أبو داود هو الوسيط الذي يجمع أشخاصا لا يعرفون بعضهم البعض يدفعون مبالغ مالية تسمى في الأقاليم «النقوط» في أفراح أو حفلات أعياد ميلاد صاخبة أو طهور يشاركون فيها.

كل مشارك بالجمعية يدفع مبلغا معينا حسب قدرته في أكثر من حفل حتى يأتي دوره ويقيم حفله فيجمع كل ما دفع مرة واحدة هكذا تدور الجمعية.

وباتت أفراح الجمعيات أمرا شائعا في مدن وقرى الغربية تلك الأيام وتأتي أحيانا بالأسبوع كامل داخل تلك القاعات بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وينشغل مساعدو "أبو داود" بعد النقود وتدوين أسماء الملتزمين بالدفع في كراسة صفراء صغيرة.

ويقول "أبو داود": "نحن نحدد مواعيد أفراح للناس فلكل شخص موعد "عيد ميلاد أو عرس أو حفل سبوع طفل أو طهور ويأتي الناس للتنقيط فيسترد دفعة واحدة ما سبق أن سدده على دفعات وتتراوح المبالغ التي يدفعها المشاركون غالبا ما بين 250 لـ 2500 جنيه.

ويقول سعيد بكر، أحد المشاركين في أفراح الجمعيات، إنه شارك في حفل عيد ميلاد لطفلة في مدينة السنطة بمحافظة الغربية، رغم أنه لا يعرف الطفلة أو أيا من أفراد أسرتها وأنه جاء لدفع النقوط فقط، وسيظل ملتزم بالدفع لمدة سنة حتى يقيم حفله ويحصل على أمواله دفعة واحدة.
الجريدة الرسمية