رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب النووية تقترب.. أقوى جيشين في العالم يقفان على «ضغطة زر»

فيتو

بعد حالة الجدل التي شهدها العالم خلال الشهور الماضية حول انسحاب أمريكا من معاهدة القوى النووية المتوسط المدي أو ما تعرف بـINF، حسمت واشنطن الموقف، وحولت الجدل إلى حقيقة ومخاوف مؤكدة حال خروجها من هذه المعاهدة.



تعليق الالتزام

أعلنت واشنطن، أمس الجمعة، تعليق التزاماتها في معاهدة الصّواريخ النوويّة المتوسّطة المدى المبرمة مع موسكو أثناء الحرب الباردة، وبدء انسحابها منها بحجّة انتهاكها من جانب روسيا التي هدّدت بدورها بسباق تسلّح جديد في أوروبا.

وتقول واشنطن: إنّ منظومة الصّواريخ المتوسّطة المدى الروسيّة تنتهك المعاهدة. كما يقول مسئولون أمريكيون إنّ المعاهدة تفرض عليهم قيودًا وتستثني الصين، القوّة الآسيويّة الصّاعدة.

وأشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بيان، إلى أنّه ابتداءً من السبت ستُعلّق الولايات المتّحدة كلّ التزاماتها بمعاهدة الحدّ من الصّواريخ النوويّة المتوسّطة والبدء في عمليّة الانسحاب من المعاهدة والتي ستكتمل خلال ستّة أشهر، إلا إذا عادت روسيا للالتزام بالمعاهدة وتدمير جميع الصواريخ والمنصّات والمعدّات التي تنتهكها».

وأضاف أنّ، الولايات المتّحدة التزمت بالمعاهدة بالكامل لمدة تزيد على 30 عامًا، لكنّنا لن نبقى مقيّدين ببنودها فيما لا تفعل روسيا ذلك.

من جهته، قال وزير الخارجيّة الأمريكي، مايك بومبيو إنّ واشنطن، التي أبدت رسميًا قلقها قبل شهرين، ناقشت انتهاكات المعاهدة مع روسيا أكثر من 30 مرّة.

وصرح بومبيو أثناء إعلانه عن القرار في مؤتمر صحفي، أنّ «الانتهاكات الروسيّة تضع حياة ملايين الأوروبّيين والأمريكيّين في خطر أكبر، وتهدف إلى التفوّق عسكريًّا على الولايات المتّحدة وتقوّض فرص تحريك العلاقات الثنائيّة في اتّجاه أفضل».


رد روسي

وفى رد روسي حاسم على قرار أمريكا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تعليق موسكو التزامها بمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على انسحاب واشنطن منها، مؤكدا أن روسيا ستباشر في تطوير صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى.

وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع عقده بوتين مع وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو اليوم في موسكو، لبحث الرد الروسي على شروع واشنطن في تقويض معاهدة الصواريخ.

وشدد بوتين على أن استخدام الولايات المتحدة "الصواريخ الأهداف" ونشرها منصات إطلاق من نوع "إم كي-41" في أوروبا يعتبر انتهاكا سافرا لمعاهدة الصواريخ.

وقال: "أؤيد اقتراح وزارة الدفاع بدء العمل على نشر صواريخ "كاليبر" المجنحة على اليابسة، وفتح مسار جديد للعمل على إنتاج صاروخ فرط صوتي أرضي متوسط المدى".

وأشار بوتين إلى أن روسيا لن تنشر الصواريخ في أوروبا أو أي مناطق أخرى ما لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.

ووجه بوتين وزارتي الخارجية والدفاع بعدم المبادرة إلى إجراء مفاوضات جديدة مع واشنطن حول قضايا نزع الأسلحة حتى "ينضج شركاؤنا" للتعاون معنا على أساس تكافؤي.

 

تكليفات عسكرية

وكلّف بوتين وزارة الدفاع بتقديم تقرير حول سبل مواجهة الخطر الذي قد ينجم عن نشر الدول أسلحتها في الفضاء.

وأشار بوتين إلى ضرورة تغيير صيغة الاجتماعات العسكرية، معربا عن عزمه الإشراف شخصيا على عملية إدخال الأسلحة الجديدة حيز الخدمة.

وقال: "أريد أن أطلع على سير العمل على إدخال منظوماتنا الجديدة حيز الخدمة، وأقصد صاروخ "كينجال" (الخنجر) فرط الصوتي، ومنظومة "بيريسفيت" الليزرية، التي قد تم تزويد قواتنا بها، إضافة إلى منظومة "أفانغارد" الصاروخية الإستراتيجية النووية فرط الصوتية، التي أنهينا اختبارها وبدأنا بتصنيعها".

وأضاف: "أريد أن أرى أيضا كيف يجري العمل على إنتاج صاروخ "سارمات" -الخارق العابر للقارات- ووضعه في الخدمة... وذلك فضلا عن الطائرة البحرية المسيرة "بوسيدون"، التي أبلغوني مؤخرا بانتهاء المرحلة الرئيسة من اختبارها".

 

حكاية المعاهدة

وتم توقيع معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى في عام 1987 بين الرئيسين الأمريكي رونالد ريجان والسوفييتي آنذاك ميخائيل جورباتشوف، بهدف التخلص من الأسلحة النووية ذات المدى المتوسط، وخاصة الأسلحة الفتاكة لأنها لا تحلّق إلا لفترة قصيرة، مما لا يترك للسكان المدنيين الوقت الكافي للبحث عن مأوى.

وبحلول مايو 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخا باليستيا ومجنحا تطلق من الأرض، ودمرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخا، وتشير نصوص المعاهدة إلى أنها غير محددة المدة، ويحق لكل طرف منها الانسحاب بعد تقديم أدلة مقنعة للخروج، بحسب موقع "أرمز كنترول" الأمريكي.

ولفت الموقع إلى أن صواريخ "إس إس — 20" المتوسطة المتطورة، التي نشرتها روسيا كانت مصدر رعب للدول الغربية، لأن مداها يصل إلى خمسة آلاف كيلومتر وتتمتع بالدقة العالية في إصابة أهداف في أوروبا الغربية، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، كما يمكنها ضرب أهداف في ولاية ألاسكا الأمريكية.

وبدأت المفاوضات بين أمريكا والاتحاد السوفييتي للحد من الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى من كلا الطرفين، واستقر الأمر إلى عدم نشر واشنطن صواريخها في أوروبا مقابل خفض موسكو لعدد الصواريخ، واستمرت المناقشات حول بنودها إلى أن دخلت حيز التنفيذ رسميا عام 1988.

سباق تسلح

والانسحاب من الاتفاقية يعنى عمليا عودة إلى زمن الحرب الباردة، ودخول موسكو وواشنطن في سباق تسلح استعدادا لمعركة غير معلومة التوقيت تتوقف شرارتها الأولى على ضغط زر بين أقوي جيشين في العالم.

 
قدرات الجيش الأمريكى

- يبلغ عدد أفراد الجيش الأمريكى مليونا و281 ألفا و900 جندى وضابط

- تمتلك أمريكا 20 حاملة طائرات متفوقة على كل منافسيها

- تمتلك أيضا 5884 دبابة مقاتلة ويبلغ عدد قواتها الخاصة نحو 70 ألفا.

- تقدر ترسانتها النووية بـ6550 رأسا، بينما تمتلك 1197 منصة لإطلاق الصواريخ.

- تقدر قوة طيرانها الإجمالية بـ13.362 طائرة، وتمتلك 415 من الأصول البحرية.

 

قدرات جيش روسيا

- يبلغ عدد أفراد الجيش الروسى مليونا و13 ألفا و628 من الضباط والجنود.

- تمتلك روسيا حاملة طائرات واحدة

- يبلغ عدد دباباتها المقاتلة 20 ألفا و300 متفوقة بفارق كبير عن واشنطن.

- تضم الترسانة النووية الروسية 6850 رأسا و3816 منصات إطلاق الصواريخ.

- تبلغ عدد القوات الخاصة الروسية 2000 فقط.

- يصل إجمالى قوة الطائرات الروسية إلى 3924 طائرة، بينما يبلغ إجمالى الأصول البحرية 352.

 

سوء وإهمال

وفى أغسطس 2017 قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن سباق تسلح جديدا يلوح بالأفق بين أمريكا وروسيا، على خلفية ما وصفته بـ"مزيج من سوء السلوك الروسي والإهمال الأمريكي"، على حد تعبيرها، متسائلة عما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب لديها المهارة لإصلاح الأمر قبل فوات الأوان.

ورأت الصحيفة أن العلاقات بين أمريكا وروسيا تمر بأسوأ مراحلها التاريخية، وخاصة عقب التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والتدخل الروسي في أوكرانيا وتصاعد حدة العقوبات الأمريكية و"الانتقام الدبلوماسي" الروسي.


الجريدة الرسمية