الصوفية مفاجأة معرض الكتاب.. نشاط كبير للحركة «ندوات وكتب ومناظرات».. معرض الأزهر يناقش كتاب الإمام الأكبر عن «المصطلح الكلامي والصوفي».. ناجح إبراهيم يدعو لنهضة «صوفية علمية&
نشاط كبير تشهده الحركة الصوفية المصرية، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بين ندوات وكتب، ومناظرات فكرية، ويبدو أن الصوفية تعيد تقديم نفسها بطريقة مختلفة، بعد كل المكاسب التي حصلت عليها طوال الفترة الماضية، على جميع المستويات، سياسيا ودعويًا وفكريا.
الأزهر والصوفية
كان لافتًا العلاقة الدافئة، بين الصوفية والأزهر في المعرض، وظهر ذلك في التجمعات الكبيرة، بجناح الأزهر الشريف، لمناقشة كتاب «في المصطلح الكلامي والصوفي»، لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين.
الكتاب الجديد لشيخ الأزهر يتضمن مصطلحات جديدة في علم الكلام والتصوف، وأدب البحث والمناظرة، وشرح نظرية «الحب الإلهي» وكيف خرجت في أصولها من معاني أسماء الله الحسنى وصفاته، كما تضمن «أدب البحث والمناظرة» وشروطها الأخلاقية والدينية، وآليات إظهار الحق باعتباره مصلحة عامة، وأحد أهم فروض الكفاية.
جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، هو الثالث على التوالي، ويشهد نجاج وإقبال كثير، في ظل مكانه الأزهر الدعوية، لنشر الفكر الإسلامي الوسطي بجميع أنحاء المعمورة.
التصوف في مواجهة التطرف
لم يكن كتاب شيخ الأزهر، الزخم الوحيد في جناح الأزهر، بمعرض الكتاب، بل كان هناك نشاط واضح للندوات التي تتناول الفكرة الصوفية في مواجهة التشدد والتطرف، وعلى رأسها ندوة «التصوف كمنهج لمواجهة التطرف» وحاضر فيها الدكتور أحمد البصيلي، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والكاتب والمفكر الإسلامي، الدكتور ناجح إبراهيم.
شرح «البصيلي» علم التصوف، وكيف ظهر، وبدايته وما يميزه عن غيره من العلوم الإسلامية والعربية، كالعقيدة والنحو وغيرهما، كما وضح البصيلي سبب تسمية الصوفية، والخلاف على المعنى بين العديد من المرجعيات الفكرية الدينية، وانتهى إلى اعتبارها، طريق ومنهج للمسلم، في حب آل البيت وصحابته في ذات الوقت، موضحا أن الصوفي يتعلم حب آل البيت من الصحابة، كما يتعلم حب الصحابة من آل البيت، الذين كانوا يسمون أبناءهم بأسماء كبار الصحابة، مؤكدا أن التصوف هو البديل الوحيد للتطرف بشقيه الديني واللاديني.
أما الدكتور ناجح إبراهيم، القطب الجهادي القديم، فكان مفاجأة الندوة، في ظل دعوته إلى نهضة صوفية علمية تستعيد بها الصوفية رونقها، وتكون بديلا للفكر المتطرف، الذي يتجه الشباب لاعتناقه، وأكد أن «الصوفية» مؤهلة حاليا لقيادة حركة النهضة في العالم الإسلامي، في ظل دعوتها إلى الحب والتسامح والحياة، عكس الجماعات الظلامية التي تدعو للكراهية والعنف والموت.
في طريق مواز، آزر «الصوفية» الفنان التشكيلي، والناقد أحمد جمال عيد، عضو هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، الذي حضر ندوة بعنوان «التراث الصوفي والنص الروائي» التي أقيمت بملتقى شباب المبدعين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأشاد بالإبداع في الفكر الصوفي، مؤكدا أنه يحتوى مفردات وحدانية، ويبحث عن قيم الحق والخير والجمال والنقاء والصفاء الذهني، ويعتمد على المشاعر والذوق.