بريطانيا والإخوان!
لأنني احتاجت لإجراء جراحة ضرورية، ولأنني لا أرغب في التوقف عن كتابة مقالي ما دمت حيًّا، فقد أعددت مجموعة من المقالات لتنشر أثناء فترة التوقف الإجبارية عن الكتابة بسبب الجراحة، تتناول كتابًا شديد الأهمية حول علاقة الإخوان ببريطانيا وأمريكا، والذي حمل عنوانًا هو: "التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين"، والذي اعتمد على ما كشف النقاب عنه من وثائق سرية بريطانية..
ومؤلف الكتاب "مارك كورتيس" هو صحفي وكاتب ومستشار، عمل زميلًا باحثًا في المعهد الملكي للشئون الدولية، ومديرًا لحركة التنمية الدولية، ورئيًسا لقسم السياسة في مؤسسة المعونة..
وإذا كان الكتاب يكشف وبالوثائق كيف تلاعبت بريطانيا عبر عقود طويلة بكل أطراف وقوى التأسلم السياسي، جماعات وتنظيمات ودوّل أيضا، وكيف استغلتهم ونبذت بعضهم عندما لم يعد لهم جدوى، فإنها يكشف أن علاقة بريطانيا بهذه الأطراف ومن بينه جماعة الإخوان والقوى قديمة ولم تتوقف بعد أن سعت أمريكا لأن ترث نفوذ بريطانيا العظمى بعد الحرب العالمية الثانية..
بل لعل بريطانيا اهتمت في تآمرها مع الأصوليين أن تنسق مع الأمريكان في هذا الأمر مخابراتيًّا!
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب الضخم إن الحكومات البريطانية، من العمال والمحافظين على حد سواء تواطأت عقودا طويلة مع القوى الإسلامية المتطرفة، بما في ذلك التنظيمات الإرهابية.. فقد تسترت عليها، وعملت إلى جانبها وأحيانا دربتها ومولتها.. لقد أقامت بريطانيا مع هذه القوى المتطرفة تحالفا إستراتيجيا، ودخلت في زواج مصلحة واتحاد وثيق العرى معها..
وكان التواطؤ مع مجموعتين.. ضمت المجموعة الأولى دولا راعية للإرهاب تقدمتها دولتان هما حليفتها بريطانيا الرئيسيتان، والمجموعة الثانية هي الحركات والمنظمات المتطرفة، ومن بين أكثر الحركات نفوذا التي تظهر طوال هذا الكتاب، جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام ١٩٢٨، وتطورت لشبكة لها تأثيرها على النطاق العالمى.
هذا ما تضمنته مقدمة الكتاب الذي تجاوز الـ٥٧٥ صفحة، وقام المركز القومى للترجمة بترجمته وتولى الترجمة كمال السيد، وتضمن العديد من المعلومات والأسرار المهمة جدا.