نقابة الإعلاميين وخطيئة لا يصح أن ترتكب!
إعلاميو الهيئة العامة للاستعلامات ممنوعون من عضوية نقابة الإعلاميين!، اعتقدنا عندما سمعنا ذلك أننا نستمع لنكتة!.. إلا أن التفاصيل توالت بأن العاملين بالهيئة ومكاتبها بالمحافظات المسماة بـ "مراكز إعلام النيل" وطبعا مكاتبها في الخارج تحت مسمى "النشاط الخارجي" للهيئة! كلهم ممنوعون..
والهيئة العامة للاستعلامات تعريفها المختصر هو "إدارة العلاقات العامة للدولة المصرية" أي أنها والعاملون بها متحدثون رسميون باسم الدولة المصرية ذاتها، ولا نتصور أن الهيئة ستتحدث إلى نفسها بل العقل يقول إنها ستخاطب الآخر.. والآخر مؤسسات وهيئات وأفراد ولا نتصور أيضا أن رسائلها إلى هؤلاء ستكون رسائل غرام عاطفية، بل هي ـ طبعا ـ رسائل إعلامية تحمل إما وجهة نظر مصر أو تنقل حقيقة قضايا أو أخبار أو معلومات..
ومجموع ذلك يسمى "الرسالة الإعلامية".. ففي أي نقابة إذن يلتحق أبناؤها؟!
وفي الحقيقة عمل الهيئة داخل مصر مفعم بالحيوية والوعي معا، وهما كفيلان بإنجاح أي عمل، ونظرة سريعة لبعض عناوين أنشطة مراكز النيل ستؤكد ذلك.. فمثلا "حلقة نقاشية حول النمو السكاني وأثره على قطاع التعليم بمحافظة القليوبية"، و"مناقشة المشكلات التي تواجه المزارعين بقرى ومراكز محافظة سوهاج"، و"حماية المستهلك ومراقبة الأسواق بقاعة مركز مدينة زفتى"، وذلك بالتعاون مع جهاز حماية المستهلك بالغربية لتوعية المواطنين، و"فعاليات الدورة التدريبية التي نظمها توجيه التربية النفسية بمديرية التربية والتعليم بأسيوط بمشاركة مركز إعلام أسيوط"!..
وهكذا بنشاط واع وفعال ومفيد لتنوير المجتمع وتوجيه أبنائه إلى الطريق الصحيح للاشتباك مع قضايا عديدة، وهناك عشرات الأمثلة من نشاط الهيئة ومراكز النيل بما لا يمكن حصره في مقال وكله إعلام في إعلام في إعلام!
في الحقيقة لا نعرف المسئول عن اتخاذ مثل هذا القرار، إلا أن الادعاء أن "الإعلامي" هو فقط من يطل من الشاشة أو نستمع لصوته عبر الميكروفون يحمل خللا في تعريف الإعلامي، وينبئ بمزيد من التراجع الإعلامي، كما أنه يشكل ظلما فادحا لفئة تعمل بمهنية رفيعة وبضمير وطني حي، ولا يصح أن يكون جزاء أبنائها العمل تحت ضغط عصبي والاستهانة بما يقدمونه.. وآن الأوان لتصحيح هذا القرار وذاك الفهم السلبي لدور الهيئة وأبنائها!