طلقة الخرباوي الجديدة!
قبل خمسة أعوام تقريبا أعادنا ثروت الخرباوي ـ مع حفظ الألقاب ـ إلى سلوك كنا انقطعنا عنه لخمسة أعوام سابقة كاملة وهو فكرة "الكتاب المعسكر"، الذي ما أن يقع بين يديك إلا وتتفرغ للانتهاء منه مهما كأنما يحدث حولك.. كان الكتاب مكتملا.. ليس في عدد الصفحات بالطبع وإنما يجمع كل عناصر الكتاب الشيق الناجح..
فهو ـ مثلا ـ مرتبط بالأحداث غير منقطع عنها، وهو أيضا متصل بقضية ذات أهمية عند المصريين خصوصا في ذروة اصطدامها بالشعب المصري، وهو ثالثا سلس الأسلوب رشيق العبارة لا ملل فيه، وهو رابعا غزير المعلومات، وهو خامسا أصيل المعلومات لا تجد فيه إعادة إنتاج لما سبقه من كتب ولا تكرار لما قرأته عن كتاب آخرين وهنا نتوقف قليلا..
الخرباوي يعتبر كل كتاب له مهمة بمفردها.. وهو ليس من أولئك الذين يستسهلون مهامهم.. لذا ستجده كمحرر مبتدئ يجري هنا وهناك.. يبحث عن معلومة صغيرة قد لا يرى الكثيرون لها أي معنى أو قيمة.. لكنه يريدها ليربطها بمعلومة أو معلومات أخرى تعطي معنى مكتملا..
ويذهب ليلتقي بفلان الذي قد يكون ثقيل الظل أو ثقيل السمع لكنه يعبد إليه طريق التفاهم ليخرج بما يفيد فكرته.. وستراه يطرح أسئلة في الموضوع وخارجه.. في المطلق وفي العموم ثم ستراه أيضا يبحث لها عن إجابات ويستخلص من الإجابات نتائج أخرى تسهل عليه الإجابة عن أسئلة تاريخية مستعصية..
كما فعل في تفسير حريق القاهرة ولم يفعلها أحد قبله.. وكما فسر مقتل أسمهان كما لم يفسره أحد قبله.. وكما توصل للقاتل الحقيقي لحسن البنا على خلاف ما توصل إليه كل من قبله.. وكما نفى صلة جمال عبد الناصر بالإخوان جملة وتفصيلا، وكشف السبب في هذه الكذبة، كما لم يحلل أو ينتبه أحد للموضوع قبله.. وكل ما سبق يقدمه لك بالأدلة ممتزجة بمختلف العلوم كالتاريخ والطب النفسي وعلوم القرآن والحديث بل واللغة العربية..
أما عن خبرته بالجماعة الإرهابية فحدث ولا حرج.. وعندما يمتلك الجرأة والشجاعة ليس في مواجهة جماعة مجرمة فحسب، وإنما لمخالفة آخرين، ومخالفة وقائع تحولت إلى حقائق عند الكثيرين.. ولكل ما سبق وغيره يستحق كتابه الجديد "سر المعبد 2" أن يقتنى.. أن لم تسعه مكتبتك فليسعه عقلك.. اقرأوه بأي طريقة.. إن كنتم تريدون معرفة حقيقية أخطر جماعة عرفتها بلادنا.. ولم يعرفها أحد مثله!