صحيفة أمريكية ترصد صراع الـ«تريليون دولار» في سوريا ومكاسب مصر
كشفت صحيفة أمريكية عن صراع كعكة الإعمار في سوريا التي تقترب من تريليون دولار، ومساعي الدول العربية لمواجهة الدور الإيراني وتحجيمه عبر شركات الإعمار، ولكن يبقي الهاجس الأكبر العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد الشركات التي ستعمل في مجال إعمار سوريا.
وذكرت صحيفة "كريسشان ساينس مونيتور" أنّه بعد 8 أعوام من الحرب المستعرة في سوريا، تزداد الفرص الهادفة إلى إعادة الإعمار، إذ تصطف الحكومات ومعها المستثمرون وشركات الهندسة من أجل التوصّل إلى اتفاقات مع السوريين.
وأضافت أنّ الرئيس السوري بشار الأسد كان أعلن أنّ إعادة الإعمار ستُكلّف 400 مليار دولار، فيما يقدّر بعض المحللين الدوليين والمنظمات أن يكلّف الإعمار ما بين 500 مليار دولار وتريليون دولار.
الدول العربية
وقال رئيس مركز "الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري" رياض قهوجي، للصحيفة إنّ الدول الخليجيّة لديها القدرة الماليّة لتمويل إعادة الإعمار، ولكن ذلك لن يكون من دون ثمن، بل سيأتي كثمرة جهود النظام السوري للانتقال نحو نظام سلمي بشكل أكبر وتخفيف تأثير ونفوذ الإيرانيين في سوريا.
العقوبات وقانون قيصر
كذلك تُشكل العقوبات الغربية على سوريا عقبة أساسيّة في موضوع إعادة الإعمار، فقد يدفع قانون " قيصر" لحماية المدنيين السوريين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض المزيد من العقوبات على أي شركة أجنبية أو شخص يقيم اتفاقات أعمال مع سوريا، ولذلك تأمل بعض الجهات أن يرى ترامب الأمور من ناحية مختلفة، وقال أحد المطلعين على الشئون الخليجية إنّ التدخّل الخليجي في إعمار سوريا سيؤدّي إلى إضعاف إيران واستقرار سوريا، كذلك فهذا الإنخراط لن يكلّف واشنطن شيئًا، ولذلك فإنّ ترامب سيكون مشجعًا لهذا الدور".
الضغط العربي على واشنطن وبروكسل
وأوضحت الصحيفة أنّ الدول الخليجية تضغط على واشنطن وبروكسيل لكي تخفف من حدة العقوبات وعدم تعريض شركات عربية ومستثمرين للمساءلة القانونية، لا سيما مع وجود عقود ستكون مُربحة في سوريا، وكذلك فإنّ العرب يعتبرون أنّ إعادة إعمار سوريا سيشكّل الفرصة الأفضل للحدّ من التأثير الإيراني في سوريا وإعادة إدماج دمشق في العالم العربي، كما ستنسّق بعض الشركات العربية مع موسكو بسبب الدور الذي تلعبه في سوريا.
مكاسب مصر والأردن
ورأت الصحيفة أنه من مكاسب مصر في إعادة إعمار سوريا، مشاركة شركات مصريّة في الإعمار الأمر الذي يؤدي إلى مساعدة القاهرة في تخفيف أزمة الديون وتحسين الاقتصاد وتراجع البطالة.
وأضافت الصحيفة أنّ أكثر بلد سيعود عليه الإعمار بالمنفعة هو الأردن الذي يعاني من بطالة بنسبة 18.6%، إضافةً إلى الدين العام.