محمد نصار يكتب: إلى صاحب الفضيلة شيخ الأزهر
قَفْ شَــيخـَـنا واثـبُتْ على الإيمانِ … لا تنــظــُـرَنَّ لحـــــــاقدٍ أو جـــانِ
وارفــعْ كتـــاب الله نـــورا هــاديا... للعالمــين، يــدِينُ له الثـقـــــــــلانِ
رفعـتــكَ آيـاتُ الكـتــاب إلى العُلا... وعطاءُ ربِّ الكــون بالمـيــــــزان
فـبــأي أيــدٍ يُمســـكـون عـطـــاءَهُ... لو كـان منـعُ الخـير في الإمكـان
قد صرَّحَ الشــــيطـــان عن أذنابهِ … ورمـى بهـم فـــي لـُجَّــة النيـــرانِ
الحـاقـــدون المُدَّعــــون وخلفــهـم... زُمَــرٌ مـن التـُّجــــار والأعــــوان
الصــاعـدون بغيـــر مــا سببٍ إلى... سَــطح الحياة ودونَ مـا سُلـْطــانِ
البائعـون مَصيرَهم، ومَصيــرَ مَنْ... ســـاروا إليهم ســــــيرةَ العِمـيــانِ
الواهمـون، الزاعمون حَضـــــارةً... بالقــول، لا بالفعــل والبُـرْهـــــانِ
ظنـُّوا بأزهَـرنا الظـُّنــونِ، ودونهمْ... خـَرْطُ القـــتادِ ووقـْفةُ الشُّجْـــعـانِ
هذا حِمَى الإسلامِ، يحمـــي شَرعَه... ويـذودُ عـــنهُ كلَّ ذي شَـنَــئــانِ !!
ظـنُّوا الزعامة غِـلـظةً وفـَـظـاظــةً... وتـَطـــــاوُلًا في الإثـم والعُــدوانِ
وإخــافةً للنــاسِ فـــــي أوطـــانـهم... لتكــونَ منهم وقـْــفةً الإذْعــــــانِِ
ظـنـوا الزعــامةَ حِرْفةً وتجـــــارةً... بمــــوارد الأوطــــان والإنســــانِ
وهي التجارةُ بالدِّمــــاءِ تـَكـَسـُّــــبًا... فــي بـِرْكـَـةٍ مجهـولة الشُّــــــطآنِ
وهي ارتفاعُ الصوتِ حـينَ يضمُّنا... جمْعٌ..، ودَعْوى في فصيح لسـانِ
وهيَ اتـِّهــــامُ الأبريــاءِ بلا هُــدىً... وهي التسـابُقُ في خُطـا الشَّيطـانِ
وهيَ التدخُّـلُ فــي شئون الآخريــن... بغـير مــا طلبٍ ولا اســـتئذانِ
وهي اختيار الســـوءِ من أحـوالنا... وهيَ ادِّعـــاءُ السبْــقِ للأقــــــْرانِ
وهي اختيارُ الرَّكـْـضِ خلفَ عدوِّنا... ســــعيًا إلــى تيـــهٍ ووهْـمِ أمــانِ
وتلََصُّصًا للعــرشِ، وهو تـَحَطـُّـــمٌ... وتســـابُـقــًا لمَــواقــع التيـجــــانِ
لم يعرفــوا أنَّ الزَّعـــــــــامةَ رِقـَّةٌ... وتعـــاونٌ في الخــيرِ والإحســانِ
وهي اختيارُ اللهِ ليســـــــتْ نـُهـبــةً... يُسْـــعَــى إليــها دونمــــا تِبـيــانِ
لم يعرفـــوا أنَّ الزعــــامةَ منطــقٌ... راقٍ وحــقٌّ ثـــابتُ الأركـــــــان
هي من عَطاء اللهِ، جلَّ، وفـّضــلِهِ... لا مـن فـُــلانٍ، أو بفضــلِ فـُـلانِ
ثــمَّ الخــــلافــةُ رِحــلـةٌ مبــرورةٌ... من حيثُ يعلــو صــوتُ كـُلِّ أذانِ
هيَ دولةٌ حفظت ســـلامَ حـدودها... من غير مـــا بيعٍ ولا اسْــتِرْهــانِ
ثمَّ التقــارُبُ والتعــــاوُنُ رحمـــةً... وتـقـَــــرُّبــًا من ربنـــا الرَّحــمــن
وبدايةُ التـكـــويــنِ وحــدةُ أُمَّــــةٍ... ثبـتــتْ بوحْـــي الله في القــــــرآنِ
ومضَى عليها السابقـــون بفِطرةٍ... تسمــــو على الأطمـــاعِ والأدرانِ
وبـنـَوا على الإيمــانِ أعظمَ دولةٍ... حـلـَّــتْ علـى الدنيــا أعَـــزَّ مكــانِ
هي دولة التقـوى التي خضعت لها الدنــيا، وألقــت ثـــورةَ العصـيــــان
فإذا وقفتَ على الحقيـــقة فاحتملْ... جَهْـلَ الجهـولِ، وخِفـَّــة الصِّبيــانِ
واشمخ برأسك للســماء ولا تهـن... فعـدوُّ قــــدركَ ســـائــرٌ لهـَــــوانِ
لا تخشَ إلا الله، وادعُ لـبـــــــابهِ... فــي زحمـة الأطمــاعِ والهيـجـــانِ
فالله عَــونُ المـخـلـصـيــن لديـنه... فـي كل مـعـتــرَكٍ وكــل زمــــــانِ
ولكَ الإمــامـــة رغـمَ كل مكـابرٍ... قد ضــاعَ بين الجهـــل والنـكــرانِ
ولك السـّــمـوُّ بآيـــةٍ قـدسـيـــــةٍ... قـرئـت عـلى الطـلاب فـــي اتقــانِ
للأزهـــر المعمـور ألف تحيـــــةٍ... فـــي ألف عـــامٍ شـــامـخ البنيــان
رُفعتْ مـــــآذنـُــهُ بكلِّ فضيـــلــةٍ... تشــــدو بـآيِ الله فــي الأزمــــــانِ
وشـيـــوخُهُ الأطـهــارُ عِزُّ بلادنا... وهـمُ النـُّجـــومُ لســـــائر البلــــدانِ
أنـَّى يرومُ المُرْجفــونَ شمـــوخَهُ... وشـمــوخُـــهُ مـن عِـــزَّةِ الإيمـــان