روتجير بريجمان.. قصة صحفى شاب وبخ أثرياء العالم في كلمة مقتضبة(فيديو)
"أشعر بأنني في مؤتمر لرجال الإطفاء والجميع يتحدثون في كل شيء، لكن لا أحد يرغب في الحديث عن الماء.. أليس كذلك؟.. بهذه الكلمات استهل الصحفي الشاب والمؤرخ الهولندي روتجير بريجمان، وصلة توبيخ لأثرياء العالم المشاركين في منتدي "دافوس" الأسبوع الماضي.
وجاءت هذه الكلمة التي حولته إلى نجم منتدي الاقتصاد بدون منافس، ردا على التمادي في انعدام المساواة، وارتفاع معدلات الفقر وفشل المشاركين في المؤتمر في تسليط الضوء على الضروريات ومناقشة الأسباب التي تجعل البشر متساوين في الثروة، كزيادة الضرائب على الحضور في دافوس.
رغم كونه من أصغر المشاركين في المؤتمر إلا أنه استطاع أن يقف دون خوف ويسلط الضوء على القضايا المهمة التي تهم المجتمع، متجاهلًا القضايا التي يناقشها المشاركين وسلط الضوء على قضية المساواة في الثروة والتخلص من الفقر التي نالت إعجاب عشرات الآلاف، وجعل الجميع يعيدون نشر مقطع الفيديو الذي يوضح كلمته.
كلام هراء
هكذا وصف بريجمان، حديث القادة في مؤتمر دافوس الذي عقد الأسبوع الماضى، قائلًا" أوقفوا الحديث عن الأعمال الخيرية والإنسانية وابدأوا الحديث عن الضرائب.. يمكن لنا أن نتحدث عن أشياء كثيرة، لكن الضريبة هي الأهم"، مكررًا جملة "الباقي هراء" أكثر من مرة.
محارب الفقر
يروج الصحفي بريجمان لقضية المساواة ومحاربة الفقر منذ سنوات عديده، مؤكدًا أن نظرة العالم لمعالجة الفقر نظرة خاطئة وأن الناس تنظر إلى العمل الخيري كما لو أنه بديل أو حل، في حين تغفل الجوانب الأخرى الأكثر أهمية كتطوير الأنظمة الديمقراطية أو الحريات أو التعليم وغيرها وأن قياس الفقير والغني لا يتعدى القيمة المالية، "فالفقر ليس نقصًا في الشخصية إنما في المال".
يوتوبيا للواقعيين
"يوتوبيا للواقعيين" كتاب ألفه الصحفي بريجمان عام 2014، حاول من خلاله تقديم تصور لبناء عالم مثالي في الحياة المعاصرة، وفضح الكثير من الأفكار والمعتقدات العصرية التي نظن أنها صحيحة ونمارسها دون وعي منا.
وأوضح ذلك أنه من خلال تسليط الضوء على العمل طوال اليوم في الوظائف التي غالبًا ما نكرهها لنشتري الأشياء التي لا نحتاجها".
شاب مفكر
أصبح العالم في الوقت الحالي ينظر إلى بريجمان اليوم بوصفه مفكرا أوروبيا شابا يعيد التفكير في أنظمة الاقتصاد والحياة المعاصرة لكن بأسلوب غير تقليدي، وينطلق دائمًا من فكرة تقول: علينا دائما البحث عن طرق جديدة!.
حرص بريجمان على الترويج لفكرة "الدخل الأساسي العالمي" التي تعتبر إلى اليوم نظرية مشكوكا فيها من قبل البعض، والتي يراها البعض أنها يمكن أن تتم بطريقة جيدة، والتي تعتمد على منح الجميع راتبًا ثابتًا بغض النظر عن وضعهم الوظيفي أو الاجتماعي.
رؤساء داعمون
كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من الداعين والداعمين لفكرة "الدخل الأساسي الشامل" للمواطنين، بأن يحصل أي شخص على المال بمجرد أن يولد، والتي أثارت حينها ردود أفعال قوية، في حين لا تزال آثارها إلى اليوم، مثلما حركها بريجمان مجددًا في دافوس ليختبر حكمة وصبر الأثرياء في المنتدى العالمي.