الرئيس الفرنسي وحقوق الإنسان
لا شك أن زيارة الرئيس الفرنسي تأتى في إطار العلاقات المشتركة التاريخية والطيبة مع فرنسا منذ تاريخ طويل، تحدث الرئيس "ماكرون" عن موضوع مكرر ناقشته شبكة (سي بي إس) الأمريكية مع الرئيس السيسي منذ فترة قصيرة وهو التضييق على الحريات وعدم الأخذ بالمعايير العالمية لحقوق الإنسان.
وجهة نظري كإنسان أولا، وكمصري أعيش على أرض هذه البلد ثانيا، أنتمى وأدين بالولاء لها، تتلخص في عدة نقاط أو تساؤلات أتوجه بها إلى الرئيس "ماكرون" وهى:
- هل ترى بمنظور العدالة وبالضمير أن حق الفيتو للدول الكبرى هو من معايير حقوق الإنسان؟، أم أن هناك معايير أخرى لهذا الحق مهما كان أثر هذا القرار على مستقبل الحياة على الأرض؟!
- لماذا نتحدث عن حقوق الإنسان لدول بعينها ولا نتحدث عنها لدول أخرى، مع أنه قد يوجد بالدول الأخرى تجاوزات، ولكن للأسف غير مسموح بمناقشتها.
- هل ترى أن حقوق الإنسان التي تعتبرونها "حرية" وقتما تنال من استقرار فرنسا وأمانها هل ستعتبرونها حقوقا أم عداء وتخريبا؟ ولقد آمنت أنه ليس هناك على الأرض بلد واحد بعيد عن الاضطرابات، وقد ذقنا ويلاتها ورأيناها تنهش في الجسد وما زالت فرنسا بنفسها تحاول أن تتعافى من آثار ذلك.
- أرى أن حقوق الإنسان هي إعلان الحرب الحقيقية ضد التطرف والجهل الذي وصل بنا إلى اختراع مسمى "الإرهاب الإسلامي"، وهو بالطبع مسمى جائر ومرفوض، إذ إن الإرهاب لا ينتمي إلى دين إنما ينتمون جميعا لوجهة واحدة هي العنصرية والجهل.
- عام 2010 كنت في حوار على تليفزيون "بي بي سي" مع "باري مارستون" المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية في لندن، كان موضوع الحلقة عن حقوق الإنسان، وقلت وقتها أن هناك كيلا بمكيالين حسب المصالح التي لم تراع فروق الثقافة المؤكدة والقيم بين الدول، وللأسف لم أجد أي رد مقنع من السيد "بارى"، ليتنى أجد هذا الرد الآن.
لعل صمود الشعب المصري على كل الصعوبات الحياتية هو أكبر دليل على إيمانه بأن خطة الإيقاع بمصر في دوامة الفوضى قد حال الجيش بيننا وبينها بفضل من الله وحده.
ستتذكر مصر وسيتذكر شعبها من وقف بجوارها ومن حاول النيل منها ومن استقرارها، وكنت أتمنى أن تنزل بنفسك الشارع وتسأل المواطن:
هل تريد أن تتظاهر أم تريد الطعام؟ هل تريد أن تكسو أبناءك وبناتك أم تريد حق المثليين؟ سترى أن حق الحياة والغذاء هو أكثر حقوق الإنسان أولوية، وسؤالي الآن إذا جنت المنطقة العربية من أزمة بلادنا في العراق وسوريا واليمن وليبيا إلا خرابا وتهجيرا وإزهاق أرواح ودماء وتفشى التطرف الديني.. إلا إذا كان لكم رأي آخر.
في النهاية: رأينا معا كيف تحولت بعض البلدان بسبب الفوضى إلى خراب وجحيم، وبالطبع لا تريد فرنسا لا لنفسها ولا لغيرها ذلك.. أرجو أن نرى الأمور بزاوية عادلة وأدعو الله لكم السلامة.