رئيس التحرير
عصام كامل

خطة إبعاد «أسد الصعيد».. تحركات سرية لشحن الأقباط ضده.. واجتماعات لكبار الكهنة لإفساد رحيله.. مطالب بمحاكمة الأنبا مكاريوس.. وتفكير في تكليفه برعاية أقباط كندا

 الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

تمر الأيام عصيبة على أبناء الكنيسة الأرثوذكسية في المنيا، تزامنا مع التحركات السرية التي تنشط بهدف إبعاد الأنبا مكاريوس، أسقف إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، عن المحافظة، نظرا للمحبة الكبيرة التي يحظى بها.


طموحات الأنبا مكاريوس، التي لا تتوقف، تصطدم غالبا بمجتمع رافض لأي تغييرات أو توسعات تطرأ على المستوى الكنسي، مما يثير جدلا، يعتبره بعض الأقباط إحراجا للدولة، ويؤثر على علاقة الكنيسة والقيادة السياسية التي تعيش أزهى عصورها.

وكان عدد من الإعلاميين وجهوا اتهامات للأنبا مكاريوس، الذي يحظى بشعبية كبيرة ليس في المنيا فقط، وإنما وسط الأقباط في الداخل والخارج، وجميعهم يدافعون عنه باستماتة ضد محاولات النيل منه، أو نقله خارج المحافظة الملتهبة، ظنا أن إبعاده يهدئ من الأوضاع هناك.

النقل
الأحداث الساخنة التي تشهدها المنيا طوال السنوات الماضية، جعلت نقل الأنبا مكاريوس، خيارا مطروحا وبقوة، خاصة بعد أن أجل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تجليسه أسقفا على الإيبارشية التي يخدمها منذ سنوات.

تأجيل التجليس شكك البعض في نية البابا تواضروس، كما عمقت الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنيا، شكوك المحبين للأنبا مكاريوس، خاصة أنه في خضم الأزمة الدائرة حاليا أعلن دير الأنبا أنطونيوس في كندا أن الأنبا مكاريوس سيقوم بزيارة رعوية للدير، وهو ما أعلن ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين الأقباط، حيث اعتبره البعض إبعادا للأنبا مكاريوس عن المنيا، قبل أن يخرج أسقف إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، ويعلن تأجيل الزيارة إلى كندا.

البديل
كندا كانت مطروحة على الأنبا مكاريوس، بديلا عن المنيا، حيث إن الاجتماع الذي سبق الرسامات الأخيرة، وجمع بين البابا تواضروس وأسقف المنيا، طرح فيه البطريرك فكرة تجليس مكاريوس على كندا، إلا أن الأخير رفض هذا العرض، ودعم البابا أطروحته قائلا: «الناس هناك عايزينك وطلبوك بالاسم»، لكن الأنبا مكاريوس تمسك بالمنيا، كما يتمسك به الشعب هناك.

مطالب عزل ومحاكمة الأنبا مكاريوس، أثارت جدلا واسعا في الأوساط القبطية، وصلت لحد انتقاد التدخل في شئون الكنيسة، دون معرفة بقوانينها التي تحكمها، تزامنا مع بلاغات ضد الإعلامي الذي خرج يطلب المحاكمة عن جهل بالقواعد.

ونفى مصدر بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وجود استقالة أو إقالة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا إذا ارتكب الأسقف خطأ يحاكم عليه، ودون محاكمة يظل أسقفا حتى وفاته، ولا يُعيَّن بديل له، حتى لو عاد لديره.

وشهدت الفترة التي تلت أحداث قرية الزعفرانة في المنيا تحركات نشطة، بخلاف المطالب بمحاكمة عزل ومحاكمة الأنبا مكاريوس، حيث خرج بعض الأقباط ينتقدون تصرفات أسقف المنيا، رغبة في التقرب لأجهزة في الدولة، وتحقيق مكاسب شخصية على حساب الأغلبية من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

اجتماعات مغلقة
مصادر مطلعة كشفت أن أحد الأحزاب الكبرى، عقد العديد من الاجتماعات المغلقة، وأحاطها بسرية كبيرة، مع عدد من النواب الأقباط، لمناقشة الأوضاع في المنيا، ووضع خطة إبعاد الأنبا مكاريوس عن المحافظة، تتمحور حول تهييج الرأي العام حول الأسقف المعروف بـ«أسد الصعيد».

الاجتماعات التي عقدها الحزب، فضحها البعض، مما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما هدد بعض الأقباط بالتصعيد، والتصدي لكل محاولات النيل من مكاريوس، خاصة أنه يتمتع بشعبية كبيرة، نظرا لمواقفه التي تروق للغالبية العظمى لدى الأقباط.

البابا تواضروس، فوت الفرصة على الذين يزجون باسمه في الأزمة، ويظهرونه موافقا على إبعاد الأنبا مكاريوس، وعقد اجتماعا في المقر البابوي بأسقف المنيا، وحرص على إعلان الاجتماع، مدعوما بصور تشير إلى أن الإثنين على توافق، ولا خلاف بينهما كما يشاع.

القاعدة الشعبية ليست وحدها التي تعتبر حائط صد للأنبا مكاريوس ضد محاولة إبعاده، إنما كهنة إيبارشية المنيا وأبو قرقاص أنفسهم يعتبرون حائط صد آخر.

وكشفت المصادر أن اجتماعا عقد الأسبوع الماضي في الإيبارشية، أبدى فيه الكهنة استعداداتهم للتحرك على كل المستويات لمنع مخطط إبعاد مكاريوس.

وقال الكهنة إن هناك حملة مغرضة شنت ضد أسقف المنيا، وهو ما يرفضه مجمع الكهنة، معلنين المساندة والتأييد الكامل وبكل ثقة للأنبا مكاريوس في كل ما يقوم به من تدبير أماكن للأقباط لتأدية الصلوات الخاصة بهم وتقديم الرعاية الروحية لأفراد الشعب القبطي، مذكرين بما تحمله من مصاعب في أحداث ١٤ أغسطس ٢٠١٣، والتي تعرضت فيها كنائس المنيا وأبو قرقاص للتدمير والحرق والنهب، وأيضا ما قام به نيافته من تهدئة الأوضاع بعدها.

كما أعلن مجمع الآباء الكهنة شجبه ورفضه التام لكل الادعاءات المغرضة التي يقوم بها بعض الأفراد والهيئات وقلة من الجهات الإعلامية التي تهدف للتشكيك والإثارة وزعزعة الاستقرار في مصر.
الجريدة الرسمية