رئيس التحرير
عصام كامل

صرف «بياض العرب» وطرق «كوم أبو راضي» يهددان استثمارات بني سويف (صور)

فيتو

رصدت «فيتو» مشكلات المستثمرين وأصحاب المشروعات الصناعية بمنطقتي «بياض العرب» و«كوم أبو راضي» الصناعيتين، التي تؤثر على الحركة الاستثمارية بمحافظة بني سويف، خاصة بعد دخول المحافظة مرحلة جديدة من توفير البنية التحتية التي تؤهلها لتحقيق الهدف، ومنها مشروع محور المستشار عدلي منصور، الذي يربط شرق المحافظة بغربها، ومحطة كهرباء "غياضة" الأكبر بالشرق الأوسط، إضافة لمئات الكيلو مترات من الطرق التي تسهل الحركة من وإلى المنطقتين.


وعلى النقيض هناك بعض المعوقات التي تهدد وصول المحافظة لهدفها، خاصة في ظل تقاعس بعض الأجهزة التنفيذية المعنية وتضارب الاختصاصات والمسؤوليات بين المحافظة وهيئة المجتمعات العمرانية ووزارتي الصناعة والاستثمار.

بياض العرب
وتأتى مشكلة صرف المنطقة الصناعية ببياض العرب، شرق بني سويف، كأحد أبرز تلك المشكلات التي يعانى منها مستثمرو المحافظة، منذ 12 عامًا، نتيجة تسريب مياه محطة الصرف الخاصة بالمصانع، إلى الطرق الرئيسية والقرى المتأخمة للمحطة، وتسببت في تبوير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، إضافة إلى غرق قرى بأكملها مثل قرية الشيخ على‏،‏ وقرية الأمل وبياض العرب والعديد من التوابع والعزب، بجانب محولات الكهرباء بالمنطقة، وظلت تعاني المنطقة من هذه المشكلة طوال تلك السنوات، ولم تفلح معها بعض الحلول المؤقتة والمسكنات طوال السنوات الماضية.

أعطال العلالمة
المهندس سلامة جابر، مسئول التشغيل بأحد المصانع بالمنطقة، أكد أن مشكلة محطة الصرف تكمن في تراجع مياه الصرف، نتيجة عدم إتمام المحافظة زراعة غابة شجرية تروي بمياه الصرف الصناعي على مساحة 900 فدان بالإضافة إلى تكرار الأعطال بمحطة مياه العلالمة التي تغذي المنطقة ولا تعمل بكامل طاقتها، إضافة إلى ارتفاع مستوى محطة الصرف عن مستوى المصانع فيتسبب ذلك في عودة مياه الصرف من المنطقة الجبلية إلى المصانع مما يتسبب في غرقها، وزحفها إلى المناطق السكنية بالقرى المجاورة.

وأشار إلى أن تراجع مياه الصرف يؤدي لإنتشار الأمراض وتلف الزراعات على جانب الطريق الصحراوى الشرقي القديم، وتعطيل حركة السير على الطريق الحيوي، وقال: "إلى الآن المشكلة ما زالت قائمة، رغم محاولات المحافظين السابقين التعامل معها ولكن تصطدم محاولاتهم بالروتين وتضارب الاختصاصات بين المحافظة وهيئة المجتمعات العمرانية وشركة الصرف الصحي".

كوم أبو راضي
وتأتى مشكلة عدم استكمال الترفيق وسوء حالة الطرق، أحد أهم المشكلات والمعوقات التي تواجه مستثمري منطقة «كوم أبو راضي الصناعية» بمركز الواسطي، شمال بني سويف، والتي تعد إحدى المناطق المعروفة عالميًا لما تضمه من مصانع لشركات عالمية، ولكن مشاكلها تهدد بقدرة المنطقة على جذب المستثمرين للمنطقة، إضافة إلى بطء إجراءات تسليم الأراضى والتأخر في فحص الأوراق ومراجعتها من وقت إلى آخَر، بالإضافة إلى قِصَر المهلة الممنوحة للمستثمرين للبدء في التشغيل، وهو ما يعرقل العملية الاستثمارية بالمنطقة.

شبكة الطرق
ويقول أحمد سيد سلامة، مدير أحد مصانع المنتجات الغذائية بالمنطقة، إن مشكلات المنطقة تكمن في عدم إستكمال ترفيق البنية التحتية، وعلى رأسها الطرق التي لم يتم رصفها حتى الآن، لافتًا إلى أن المحافظة رفضت إنشاء شبكة طرق داخلية بين المصانع، فضلًا عن أن طريق المبنى الإدارى بالمنطقة غير ممهد ويحتاج إلى الصعود والنزول فوق الرمال للوصول إليه، إضافة إلى إجراءات تسليم الأراضى وقلة المهلة الممنوحة للتشغيل والتأخر في فحص الأوراق ومراجعتها.

محافظ بني سويف
من جانبه أكد المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، أنه منذ توليه المسئولية بالمحافظة حرص على حصر كافة المشكلات والتحديات التي تواجه قطاع الاستثمار، للمضي قدمًا في حلها، بالتعاون مع وزارة الاستثمار وأجهزتها المعنية، وكذلك الوزارات ذات الصلة في بعض المطالب، علاوة على التعاون مع كافة الجهود المخلصة التي تهدف للنهوض بالقطاع وتذليل معوقاته، لتحقيق نقلة نوعية في مجالات التنمية الصناعية.

مشكلات المستثمرين
وأضاف «عبد الجابر» أن المحافظة تمتلك مميزات تنافسية في مختلف مجالات الاستثمار، والتي تعاظمت في السنوات الأخيرة، بتوجيه الجهود نحو تنمية الصعيد، حيث أصبحت المحافظة أكثر تميزًا بعد افتتاح مجموعة من المشروعات القومية المهمة، مشيرًا إلى أن المحافظة، عقدت مؤتمرها الاستثماري الأول، لبحث مشكلات المستثمرين، للتعرف على المطالب والمشكلات والتحديات التي تواجه قطاع الاستثمار بالمحافظة، وتم الاتفاق على أجندة عمل تدور حول التعاون في مجالات وآليات محددة لتمثيل ومساندة المستثمرين.

180 مليونا
وأكد المحافظ، أن المهندس مجدي غازي، رئيس هيئة التنمية الصناعية، وافق على إدراج 180 مليون جنيه، لتنفيذ الحل النهائي لمشكلة الصرف الصناعي بمنطقة بياض العرب، حيث تم تنفيذ الحل المؤقت والعاجل بتكلفة 45 مليون جنيه، وتواصلت المحافظة بشكل متواصل مع هيئة التنمية الصناعية ووزارة التخطيط حتى يتم اعتماد تكلفة تنفيذ الحل النهائي للمشكلة خاصة وأن مشكلات الصرف تشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل الاستثمار بأكبر منطقة صناعية بالمحافظة.

منطقة جديدة
وأوضح «عبد الجابر»، أن المحافظة تؤكد دعمها للاستثمار سواء الأجنبى أو المحلى، مع التطلع إلى خلق مزيد منه لإقامة مشروعات استثمارية جديدة في مختلف القطاعات التنموية خلال المرحلة المقبلة، ومن هذا المنطلق تكللت مساعي المحافظة بموافقة هيئة التنمية الصناعية على إدراج 450 مليون جنيه للبدء في حل مشكلات منطقة كوم أبو راضي.

وأشار إلى أن المحافظة بصدد الإعلان عن إنشاء منطقة صناعية جديدة كاملة المرافق، سيتم طرحها لمختلف مجالات الاستثمار، نظرا لأن المحافظة من المناطق الواعدة استثماريا والذي يزداد عليها الطلب من المستثمرين.
الجريدة الرسمية