رئيس التحرير
عصام كامل

خطوات تحمى فنزويلا من حرب اقتصادية مرتقبة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

معركة سياسية تشهدها فنزويلا بين الرئيس نيكولاس مادورو والزعيم المعارض خوان جويدوا، الذي أعلن نفسه الأسبوع الماضي رئيسًا للبلاد والذي أعلنت أمريكا دعمه له، تندد بوقوع "ثورة بوليفارية" أخرى في مفترق الطرق.


وسلّطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على عدة خيارات يمكن أن تتبعها فنزويلا تجنبًا لاستمرار الانقسام السياسي وللتغلب على أزمتها التي اندلعت قبل أسبوعين.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه إذا كان على مادورو أن ينجو من هذا التحدي الحالي، فيتعين عليه إبقاء الجيش في مكانه، تجنبًا لسيطرة جوايدو عليه كونه استطاع أن يحشد الشعب الفنزويلي لدعمه، ويحظى بدعم مجموعة من الديمقراطيات الغربية، لكن سيطرته المحدودة على مقاليد السلطة داخل فنزويلا لن تمكن مادورو من فرصة ثانية.

استبدال أو انقلاب

طريقة أخرى للخروج من المواجهة الدامية بين الشعب الفنزويلي، من شأنها أن تفيد الشعب الفنزويلي وتنهي أزمتها السياسية التي أدت لتدهور اقتصادها، تأتي عن طريق استبدال مادورو من قبل مدني آخر تجنبًا لوقوع انقلاب عسكري يحمل مادورو والمتعاطفين معه المسئولية لما يدور بالبلاد.

وفي حال تم استبدال مادورو، سيكون ذلك من خلال خلفاء محتملين في الجيش إما ملازم مادورو ديوسدادو كابيلو أو وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، وكلاهما يتولى قيادة الدعم العسكري، أو مرشحون مدنيون من الممكن أن يكون نائب الرئيس دلسي رودريجيز أو سلفها تريك العيسامي.

وفي هذه الأثناء، ما لم يتمكن زعيم جديد من إعادة بناء اقتصاد البلاد المحطم، سيستمر الملايين في الفرار وستقع فنزويلا التي ستكون حتمًا مطمع لكافة الدول.

الانتقال إلى الديمقراطية
ويعد الانتقال إلى الديمقراطية وموافقة مادورو على الرحيل أسهل طريقة للخروج من المأزق الحالي، لكن مادورو ليس لديه الكثير ليخسره، لذلك فإنه يخاطر بنظام حكمه الاستبدادي.

ومن المرجح أن يضطر مادورو ودائرته الداخلية إلى مغادرة البلاد، لكن من غير الواضح إلى أين يمكن أن يذهب خاصة أن حلفاءه الدوليين الرئيسيين الوحيدين هم روسيا والصين وكوبا وتركيا، ومن غير الواضح ما الذي يمكن أن يحفز أي منهم على استقباله.

حرب اقتصادية
ويخشى بعض المحللين من أن يشتعل الصراع بين معارضي مادودر في واشنطن ومؤيديه في كاراكاس إلى إشعال حرب حقيقية، خاصة بعد أن أدت الأزمة الفنزويلية إلى أكبر هجرة في تاريخ أمريكا اللاتينية.

وقال فيل جونسون، الاستشاري في مجموعة كرايسس، والذي يتخذ من كاراكاس مقرًا له: "إذا كان الاتجاه سيزداد سوءًا، فإن الضغوط لضربة عسكرية لإنهاء الجمود ستزداد على الأرجح، وهذه نتيجة يجب علينا جميعا تجنبها."

وفي الوقت الحالي لا يزال يُنظر إلى مثل هذا النزاع على أنه احتمال بعيد، لكن من الممكن تصور أن حكومتي البرازيل وكولومبيا اليمينية يمكن أن تظهرا تحالفًا تقوده الولايات المتحدة ضد مادورو، مثلما حدث أيام الحرب الأولى بين الدول في أمريكا الجنوبية وستكون هذه الحرب طويلة الأمد ودموية ومحفوفة بمتغيرات لا يمكن التنبؤ بها.
الجريدة الرسمية