رئيس التحرير
عصام كامل

ارفع رأسك يا مواطن.. نقلوا رئيس الحي!


اجتماع بسيط لمناقشة أزمة مزمنة في حي العجوزة خاصة بالمقاهي التي تسهر حتى الصباح بلا مواعيد وبلا ضابط أو رابط وعدد منها في مداخل العمارات ومساكن الأهالي. رئيس حي العجوزة ينفعل ويقول إن أصحاب هذه المقاهي من أحياء أخرى، مثل: إمبابة وبولاق الدكرور، ويصف أهالي هذه الأحياء بأوصاف غير لائقة.


هذه الأوصاف غير اللائقة أقل بكثير جدا مما تسرب قبل سنوات عن ألفاظ نسبت لوزراء.. ولنواب سابقين ولاحقين.. وحاول اللواء رئيس الحي تفسير الاتهامات الموجهة إليه بإهانة الأهالي بأنه لم يقل ذلك الكلام بالصيغة التي ذكر بها.

إنما قال إن "أصحاب هذه المقاهي المزعجة محل المخالفات يأتون من مناطق إمبابة وبولاق وإنهم..."! 

أي أنه لا يقصد أهالي الأحياء وإنما يقصد المخالفين. وبين الاتهامات لرئيس الحي ودفاعه وجد وزير الإدارة المحلية نفسه أمام طلب لمناقشة الموضوع قدمه أحد النواب وقبل مناقشته أو التحقيق فيه أصدر اللواء محمد شعراوي وزير الإدارة المحلية قرار بإقالة رئيس الحي، وسحبه إلى ديوان الوزارة وقيل إلى ديوان محافظة الجيزة، وقد علق على القرار بأنه راضٍ بما قدمه في الحي. وجار اختيار رئيس حي جديد!

الواقعة تقول إنه لا مجال لاستمرار سلوكيات قديمة.. للمواطن كرامته واعتباره، والموظف العام يعمل عند الشعب وليس العكس.. انتهى زمن إهانة الناس والقبول بالإهانة والصمت عليها.. هذا السلوك الحكومي نحييه، وعلينا أن نشجعه.. وكما يستطيع إعلام الفتنة القادم من الدوحة وأنقرة تحريض الناس على أي سلبية وكل سلبية، فعلينا أيضا التوقف أمام إجراءات تبدو بسيطة جدا لكنها مهمة في إحداث التطور الذي نسعى إليه في بلادنا.. التطور الذي يجعل المواطن هو السيد.. كرامته فوق كل اعتبار، والدولة الأحرص على ذلك.

أي تطور أو مكسب لمصلحة "المصريين" تمسكوا به ولا تستهينوا بأهميته واستعدوا لمكسب جديد.. فتطور الأمم لا يتم بقرار.. إنما يتم بتراكم الوعي.. الوعي بالقانون وجوهر العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. وقبل سنوات كان الموظف العام تطارده عشرات الاتهامات ومنها ما هو مخجل، بل منها منها ما هو مخل بالاعتبار.. وكان عناد الحكومات وقتها بالدفاع عنه والتمسك به صادما للشعب ومزعجا وخارجا عن كل قيمة.. ولذلك "كنا فين وبقينا فين؟!".
الجريدة الرسمية