المياه الجوفية تهدد مسجد سيدي مدين الأثري بباب الشعرية (صور)
يعاني مسجد سيدي مدين المسجل أثر برقم 82 بحارة سيدي مدين المتفرعة من حي باب البحر (الخراطين سابقًا) بباب الشعرية، من الإهمال الشديد وارتفاع منسوب المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي، والكثير من القمامة بداخله.
وسادت حالة من الاستياء الشديد بين المهتمين بالآثار حال تداول العديد من الصور للمسجد، والذي أظهرت الإهمال الشديد تجاه المسجد، وتحويله إلى مقلب قمامة.
وأكد نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" انتشار الزواحف والحشرات بالمسجد، الذي يعاني كالعديد من المساجد التاريخية من الإهمال الشديد.
يذكر أن مسجد سيدي مدين الأشموني بُني نحو (870هـ-1465م) ويقع بحارة مدين في باب الشعرية، وبه ضريح سيدي مدين الذي كان من المتصوفين.
وأمر بإنشاء المسجد الخوند مغل بنت القاضي ناصر الدين البارزي كاتم السر بالديار المصرية في عهد الملك المؤيد شيخ، وكان الشيخ محمد بن عبد الدايم المديني أحد علماء المالكية المتوفى سنة 885هـ/1480م وهو ابن أخت الشيخ مدين، كان هو الوسيط بين الخوند مغل هذه وبين خاله في طلب إنشاء هذا الجامع، وذلك بحكم صلته بابنة أخيها زينب بنت الكمال البارزي، إذ كان فقيهًا لها ومعلما.
ويشتمل المسجد على حوش جنائزي إلى جانب حجرتين للدفن إحداهما خاصة بالشيخ مدين، والأخرى ربما خصصت لأولاده، واشتمل المسجد كذلك على مجموعة من العناصر الزخرفية والمعمارية كلها تمثل الأسلوب الذي ساد عمائر العصر الجركسي، وبالرغم من أن المسجد يتبع طراز المدارس، إلا أنه استعمل كمسجد وزاوية للشيخ مدين خصصت للصلاة وإلقائه الدروس على مريديه.
ويتكون المسجد من صحن مستطيل تحيط به أربعة إيوانات، يوان القبلة، وتتقدمه بائكة من ثلاثة عقود على شكل حدوة الفرس المدببة، تعتمد على عمودين من الرخام تيجانها إسلامية الطراز على شكل ثمرة الرمان، ويحتوى يوان القبلة على محراب كبير في وسط جدار اليوان على كل من جانبيه محرابان صغيران سدت جميعها الآن، ويعلو حائط القبلة أربع نوافذ مملوءة بالجص والزجاج المعشق، ويعلو المحراب الرئيسي في الوسط نافذة مستديرة مملوءة بالزجاج المتعدد الألوان.