رئيس التحرير
عصام كامل

ميرنا عاصم.. حكاية أصغر روائية في معرض الكتاب (فيديو وصور)

فيتو

وسط حشد من الشباب وعدد من أفراد أسرتها، جلست الشابة ميرنا عاصم، الطالبة في كلية آداب إعلام بنها ذات الـ18 عامًا، في إحدى قاعات معرض الكتاب أمام مكتب صغير، تناثرت عليه نسخ من روايتها الأولى "مثالى كالقهوة"، التي أصدرتها دار ليدرز للنشر والتوزيع، وبالقرب منها "بانر" يحمل اسم الكتاب، كانت الدهشة والخوف يسيطران عليها، ولكن الفرحة أيضًا كانت ملء عينيها، بدت وكأنها عروس في زفافها، في حفل توقيع روايتها الأولى، ولم لا فهي تحتفى بعملها الأدبي الأول وسط محبيها وأصدقائها وأفراد أسرتها، وأيضًا بكونها أصغر روائية وكاتبة في معرض الكتاب لهذا العام.



ومنذ نعومة أظفارها، كانت ميرنا عاشقة للقراءة، وبدأت في قراءة الروايات منذ أن كانت في الصف الثانى الإعدادى، لم تكن من هواة القراءة للكبار ومشاهير الأدباء، ولكنها كانت تفضل قراءة القصص والروايات على موقع Wattpad، وهو موقع للهواة من كل الأعمار من كل مكان في العالم يسمح لهم بعرض أعمالهم الأدبية وقصصهم والشعر، وهناك من نشر قصص عليه تحولت إلى أفلام فيما بعد، مثل الفيلم الأجنبي After الذي سيكون في دور العرض في أبريل المقبل.


وحينما وصلت ميرنا إلى الصف الثالث الإعدادى، قررت أن تخوض غمار عالم الكتابة، كانت ملهمتها وقدوتها جدتها الكاتبة والشاعرة عصمت المسلمانى، ولكن ميرنا لم تكن مدركة تمامًا أنها ستكون روائية، وأنها تحظى في يوم من الأيام بكتب منشورة كجدتها، هي كانت فقط تحب الكتابة، ولم تربط مستقبلها بهذا الحب للكتابة، ولكنها ظلت تكتب وتكتب، حتى إنها أنجزت خمس روايات، كانت كل رواية بمثابة خطوة في طريق تحسين لغتها العربية الفصحى، إلى أن تمكنت تمامًا من الكتابة بلغة صحيحة.


وحينما وصلت إلى مرحلة تحديد المصير، قررت ميرنا أن يكون مشوارها الدراسى مرتبطا بما تعشق، فقررت أن تلتحق بكلية الآداب قسم الإعلام بجامعة بنها، حيث تدرس الآن في المستوى الأول، وعن روايتها تحكى ميرنا "هي رواية رومانسية واقعية، تحكي عن رسامة ومريض نفسي بيتعرفوا على بعض في مسابقة رسم، وبعدها هي بتعرف مرضه النفسي، وسايبة الباقى للجمهور بقى عشان ما أحرقهاش".



أكدت ميرنا، أنها العام الماضى، وكانت لا تزال تدرس في العام الأخير من مرحلة الثانوية العامة، توقفت قليلًا عن الكتابة، لانعدام الحافز الذي يدفعها لاستكمال هذا الطريق، ولكن بعد ما شهدته من حفاوة في معرض الكتاب، وهو الأمر الذي لم تتوقعه، ذاقت طعم وحلاوة النجاح، فقررت أن تستكمل هذا الطريق، وأن تكون متواجدة في معرض الكتاب العام المقبل، وأن تسير في طريق الكتابة ككاتبة محترفة.


وبطبيعة الحال، لم تكن ميرنا لتحقق كل هذا النجاح إلا بوجود "سند" لها في مشوارها الذي بدأت للتو أولى خطواتها به، وكانت والدتها حنان الدالى، هي هذا "السند" والداعمة الأولى لها، وعن صغيرتها التي أصبحت أصغر روائية على الساحة الأدبية في معرض الكتاب، تحكي حنان: "ميرنا كانت مختلفة منذ صغرها وعندها موهبة وأنا كنت بشجعها وبشتري لها كتب، ولما كبرت وبدأت تكتب قصة مثلا كنا نطبعها بيننا وبين بعض في البيت ونعملها غلاف، عشان نحسسها باهتمامنا باللى بتكتبه".


وتستكمل حنان حديثها عن صغيرتها، مؤكدة أن رواية "مثالي كالقهوة" هي قصة شاركت ميرنا بها في مسابقة إبداع، وحينما وجدت الأم امن قبل لجنة التحكيم على الرواية، قررت الاهتمام وطباعتها ونشرها، وتصف اللحظات التي كانت تجلس ميرنا فيها لتوقع كتابها وسط الجمهور وتقول "كان قلبي هيقف من الفرحة، وبعدت ورا عشان أملى عيني منها وهى ناجحة".

آمنت الأم بابنتها منذ اكتشافها لبذور الموهبة، وآمنت أن تشجيع الابنة ضرورة، خاصة أنها تعمل في العمل العام، وتؤمن أنه لابد من تثقيف وتشجيع الشباب، وكانت تحرص على تنمية موهبة ابنتها مع حرصها على التوازن بين الدراسة والموهبة، ولا تجد الأم أي غضاضة في أن تكون ابنتها روائية، لطالما كانت ناجحة في هذا المجال، وتحرص على أن تبحث ابنتها عن مستقبلها قبل حتى البحث عن العريس، وأن تستمر الصغيرة في مشوارها وستكون هي دومًا كعادتها خير داعم وسند لها.


الجريدة الرسمية