رئيس التحرير
عصام كامل

«بيكا».. كلمة السر في جمال وتطور «مالطا» (صور)

فيتو

مالطا.. مدينة تتسم بثقافتها الرائعة التي تعود للمنافسات الشديدة والشعور بالغيرة من الدول الأخرى، مما يجعل سكانها يبحثون كافة الطرق الحديثة لتطوير مناحي الحياة بما في ذلك أبنيتها الرئيسية.


وتعرف مالطا بأنها تمتلك أفضل الأبنية السكنية التي تميزها عن غيرها من من دول العالم بسبب حرصها الدائم على أن تكون الأفضل.

"بيكا" كلمة السر
ويشار إلى تلك الرغبة الغربية في ثقافة مالطا بكلمة "بيكا" والتي تعني نوعا من الغيرة الحميدة التي يصعب على من هم بخارج تلك البلاد فهمها، والتي تدفع السكان في مالطا للعمل بكل قوة من أجل التفوق على الآخرين، وكثيرا ما نجد هذه المنافسة بين أتباع قديس وآخر بنفس البلدة، كما تتسم هذه المنافسة بالروح الرياضية في بعض الأحيان وتصل إلى العدوان المُتعمد في أحيان أخرى.

غيرة وضرب
ووصلت الغيرة بين سكان مالطا إلى جعلهم يهدمون الكنيسة الكرملية عام 1958، ويعيدون تشييدها لتتصدر اليوم العاصمة فاليتا بقبتها التي ترتفع 42 مترا.

وتطورت الغيرة إلى أن وصلت إلى أن شخصين اعتديا على بعضهما بإهانات والضرب بسبب اختلافهما فيما يتعلق بأي تمثال للعذراء أجمل، فكان كل طرف يرى أن تمثال بلدته الأجمل والعكس.

ومرة أخرى في موسم المهرجانات من كل عام كانت تحتفي كل قرية بقديسها عن طريق إقامة الاحتفالات التي تبلغ ذروتها خلال الفترة بين يونيو وسبتمبر، إذ تتنافس الإيبارشيات بقوة لإبراز كل ما هو مقدس، وتتصاعد الأمور للدرجة التي تؤدي لإلغاء الاحتفالات خشية وقوع أعمال عنف، كما حدث في عام 2004.

قديسين
وتعرف هذه البلدة بالمنافسة الشديدة بين أتباع القديس جورج والقديس سباستيان وتعد عادة اتباع القديسين في مالطا تعود إلى العصور الوسطى، بما في ذلك التعلق بالقديس جورج في قرمي، غير أن تبجيل القديس سباستيان لم يبدأ هنا إلا بعد عام 1813 حين أصاب الوباء مالطا وقال السكان إنهم سينصبون تمثالا للقديس سباستيان إذا ما نجت البلاد من الوباء.

هذا النوع من الغيرة والحماس المعروف في البلاد هو من الملامح المميزة للشعوب المتوسطية، ويتنافس السكان في إسبانيا وإيطاليا أيضا بشدة على إقامة الاحتفالات، "لكن النسخة الأقرب للاحتفالات المالطية تجدها في صقلية"، حيث يحمل الأهالي، كما هو الحال في المهرجانات في مالطا، تمثال القديس ليجوبوا به طرقات البلدة، كما يقيم سكان صقلية عروضا بالألعاب النارية بشكل مبالغ فيه، لكن المنافسة في مالطا تتميز عن غيرها بالحدة والشراسة.

محاولات فاشلة
سعت إيبارشية مالطا مرات عديدة لكبح جماح الاحتفالات التي بدأت تخالف نهج الكنيسة، لكن المحاولة باءت بالفشل ولم تنجح الإيبارشية في إنشاء مجلس رقابة لحجب المواد الاستفزازية بالأعياد والسيطرة على مشاعر المنافسة والغيرة في مالطا، في العقود الأخيرة تحسن مستوى آداب اللياقة في مالطا نتيجة لمناشدات الكنيسة المستمرة.
الجريدة الرسمية