رئيس التحرير
عصام كامل

حسن الإمام.. مخرج مثير للجدل هاجمه النقاد في حياته وتباكوا عليه بعد الرحيل

فيتو

تحل اليوم، 29 يناير، الذكرى الـ31 لرحيل "مخرج الروائع" الذي أخرج أكثر من مائة فيلم، وأنتج وكتب عددا آخر من الأعمال السينمائية، وحققت كثير من أفلامه نجاحا جماهيريا في شباك التذاكر، إنه المخرج حسن الإمام، الذي لم يتوقف على مدار مسيرته الفنية عن العمل الذي يعشقه.


ووسط هذا الكم الكبير من الأفلام التي قدمها، كان من الطبيعي أن تشهد مسيرته الفنية تغيرات وتقلبات، وبالرغم من نجاح أفلامه الناجحة جماهيريًا إلا أنه لم يسلم من النقد اللاذع، وعن هذه التقلبات والتغيرات، ومراحل حسن الإمام الفنية، حدثنا الناقد السينمائى محمود قاسم، عن مخرج المآسي والفواجع، والروائع أيضًا حسن الإمام.



البداية.. ومرحلة المآسي

قسّم الناقد السينمائي محمود قاسم مشوار حسن الإمام الفنى إلى مراحل، وحدد المرحلة الأولى منذ عام 1947 وحتى عام 1952، مؤكدًا أن أفلامه لم تكن تحمل طابعه الخاص، وكان الطابع السائد في أفلامه هذه "الكوميديا الخفيفة" التي لم تخلُ من الرقصات، ثم أتت من بعدها مرحلة الفواجع، حيث قدم أعمالًا تحمل مآسٍ وأيضًا تتخللها الرقصات، مثل أفلام (بائعة الخبز، وزمن العجائب، والجسد، وبنات الليل، ومن غير وداع).

وأكد قاسم أنه اعتمد بكثرة في هذه المرحلة على تقديم أعمال مأخوذة من الأدب الفرنسي، أو الروايات الشعبية الفرنسية، وكانت أفلام الفواجع هذه تتضمن صراعات كثيرة بين الأشخاص، وأحداث صادمة للجمهور، ولا تخلو من القسوة، ولقد لاقت هذه الأفلام إقبالًا جماهيريا، لأن الموضوعات كانت صادمة، ولأنه كان يعتمد في هذه الأعمال على كبار النجوم.



مرحلة الأدب العربي
منذ عام 1964، كان حسن الإمام على موعد مع تغيير واضح في مسيرته الفنية، ونقلة جديدة في محتوى الأفلام، حيث أكد قاسم أن الإمام أصبح يعتمد في أفلامه خلال هذه المرحلة على الأدب العربي، بدلًا من الأدب الفرنسي أو الأجنبي، فقدم أعمالًا عن روايات لنجيب محفوظ، منها الثلاثية و"أميرة حبى أنا"، وأخرج أيضًا أفلام عن روايات لإحسان عبد القدوس، مثل فيلم "هي والرجال"، المأخوذ عن رواية "مذكرات خادمة"، وعدد من الأعمال الأخرى، وبالرغم من هذه التغير في "الجلد" إلا أن حسن الإمام لم يسلم من النقد، فقد وصفه أحد الكتاب بأنه حول أعمال نجيب محفوظ، ويقصد الثلاثية، إلى "مرقصة"، ولكن محمود قاسم أكد أن هذا هو الجو العام للرواية متابعًا "حسن الإمام كان هيعمل إيه؟"، مؤكدًا أن الرقصات هي "لعبته".



خلى بالك من زوزو
يري قاسم أن هذا الفيلم الذي أخرجه حسن الإمام، ليس عظيمًا ولا يقيمه بأكثر من 4 / 10 ولا يستحق في نظره أن يتم وضعه بين قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، مؤكدًا أنه فيلم "متألف تأليف صبياني" ولا يستحق هذه الضجة التي أثيرت حوله، وفسّر سر النجاح الكبير لهذا العمل الفنى، حتى أنه قد ظل لمدة عام بدور العرض، بأن الشعب كان قد خرج من النكسة عام 1967، وكان إما أن يجلس يتباكي، أو يهرب إلى البهجة من خلال السينما، وتحقق هذا من خلال هذا الفيلم الذي أنتج عام 1972.

وأوضح قاسم أن سعاد حسني تركت الأدوار الجادة وقدمت هذا الدور الخفيف، وكانت مقبولة جدًا، ولاقت أغاني الفيلم إستحسانًا كبيرًا، وساعدت الإذاعة في انتشارها، وهذه العوامل بأكملها ساعدت على هذا النجاح الكبير لـ"خلى بالك من زوزو".



مرحلة إعادة الإخراج
في المرحلة الأخيرة من حياته، أعاد حسن الإمام إخراج عدد من أفلامه مرة أخرى قد يصل عددها إلى 10 أفلام، مثل (وبالوالدين إحسانًا، الشيطانة الصغيرة، لواحظ، قلوب العذارى، بائعة الخبز)، وكانت الأفلام ملونة، مع تغيير في بعض أسماء الأفلام ونجومها بطبيعة الحال معتمدًا على الجيل الجديد من الممثلين.

ووصف قاسم هذه الأفلام بأنها كانت "باهتة" وضعيفة، ولقد رأى أن إقدام الإمام على إعادة إخراج أعماله ناتج عن إفلاس في الأفكار، وانعدام الأفكار الجديدة، مبررًا هذا الضعف في أفلامه في هذه المرحلة بأنه طبيعي مع التقدم في العمر، فالعقل يشيخ وكذلك الإبداع، مؤكدًا أنه بالرغم من هذا الحضور الباهت، إلا أن أفلامه حتى وإن كانت ضعيفة فإنها ظلت تحمل روحه، مؤكدًا أن هذا الضعف قد أصاب كثير من أعمال المخرجين حتى العالميين، مثل هيتشكوك، وأكد أنه مع هذا التواجد أكثر من توقف الإمام عن عمله مع تقدم عمره.



أفضل الأعمال
قال قاسم إن لحسن الإمام عددا من الأفلام الجيدة جدًا، والتي يفضلها بشكل شخصي، على رأسها فيلم "الخطايا"، و"المعجزة"، و"وداع في الفجر".

ووصف قاسم، حسن الإمام بأنه مخرج "مثير للجدل"، مؤكدًا أن النقاد الذين كانوا يهاجمونه في حياته للأفلام الميلو درامية التي قدمها، هم أنفسهم من تباكوا عليه، حينما وجدوا أن الجيل الذي أتى من بعده من المخرجين ضعيف، ولا يملك خلفية ثقافية سواء أوروبية أو حتى مصرية.



الجريدة الرسمية