الهيليكويدي.. مبنى تجاري تحول لمعتقل يمارس أبشع أساليب التعذيب بفنزويلا
شهدت فنزويلا في الفترة الأخيرة صراعا سياسيا ضخما بعد إعلان القيادي المعارض خوان جوايدو نفسه رئيسًا بالوكالة، ليتولد انقسام دولي حول الاعتراف به مقابل الرئيس نيكولاس مادورو.
ودفع هذا الصراع السياسي إلى تدخل العديد من الدول في الأمر بين مؤيد ومعارض لإعلان جاويدوا، وقرارات كبرى بشأن مصير البلاد، مما دفع العديد من وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على فنزويلا وتاريخها وسياستها وآثارها.
ومن بين الأماكن التي تم تسليط الضوء عليها "الهيليكويدي"، والذي كان يعتبر يوما ما حلم أمريكا اللاتينية، ولكنه اليوم أصبح سجنا يخافه الفنزويليون والعالم وخاصة بعد انهيار اقتصاد البلاد.
مبني تجاري
"الهيليكويدي" مبنى كان في بدايته تجاري ضخم يمكن للمواطنين التنزه داخلة بالسيارات، كما أنه صُنِّف ضمن أضخم وأفضل المراكز التجارية حول العالم، لكن لم يكتمل بناؤه أبدا وفي نفس الوقت أصبح مركزا للشرطة السرية في فنزويلا ومكان للاحتجاز المعتقلين.
مركز اعتقال قسري
في الفترة من 2014 وحتى 2017 شهدت فنزويلا مظاهرات ضخمة ضد الحكومة، لكن قوات مكافحة المتظاهرين سيطرت حينها على المحتجين واعتقلت الآلاف ووضعتهم داخل مبني "الهيليكويدي"، الذي أصبح يُجسِّد انحدار البلاد من قوة أمريكا اللاتينية.
تصوير سري
في المعتقل القسري الواقع بقلب العاصمة الفنزويلية "كاراكاس" لم يتمكن أحد من رؤيته قبل ذلك سوى السجناء والمعتقلين والعاملين بداخله، بسبب التشديدات الداخلية به، لكن مع تدهور الأوضاع فيفنزويلا في الفترة الأخيرة تمكنت هئية الإذاعة البريطانية بمساعدة عمال من داخل المركز رفضت الإقصاح عن اسمهم بتصويره من الداخل وتصوير الأوضاع الصادمة بداخله.
سجين مثلي
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، فإن مبني "الهيليكويدي" وصل اليه عام 2014، الشاب روزميت مانتيلا البالغ من العمر 32 عامًا، بسبب نشاطه السياسي وكونه المتحدث باسم مجتمع المثليين بعد أن انتخب في الجمعية الوطنية كأول مثلي علني يدخل البرلمان، لكن بعد أن القي القبض عليه ووضع داخل المعتقل السياسي أصبح واحدا من بين 3 آلاف شخص ألقي القبض عليهم في المظاهرات المناوئة للحكومة، واتهم روزميت بتمويل المظاهرات، الأمر الذي نفاه لكنه اعتقل ووضع في الهيليكويدي، وأمضي عامين و6 أشهر و8 أيام هناك وهو ربما أكبر مركز تعذيب في فنزويلا.
مبني الحشر والظلم
في الداخل كان يتم وضع المتظاهرين في زنزانات في أوضاع مريعة، كما كانيتم دفع 100 شخص في غرفة واحدة، أما عن سلم الطوارئ في الفندق عادة ما يكون ضيقا ولا يوجد به ضوء أضافوا إليه أعمدة ووضعوا أناسا في الداخل كان روزميت من بينه 40 معتقلا داخله ولكن بعد عامين وصل العدد إلى 300 شخص.
وكان النظام بهذا المبنى يستخدم أساليب وحشية لنزع الاعترافات في ذلك المكان، حتى أنه ذات مرة تم وضع كيس بلاستيكي على رأس شاب وبداخله براز فكان مضطرا للتنفس فيه، وأيضًا تعرضهم للاغتصاب وآخرين تعرضوا للصدمات الكهربائية وتم عصب أعين البعض لعدة أيام.
في مايو 2018، شهد سجن الهيليكويدي أحداث شغب وأطلق سراح عدد من المعتقلين، كما تعهدت السلطات بتحسين أوضاع هذا السجن ولكن بعض المعتقلين الذين غادروا مؤخرا قالوا إن الوضع لم يتغير كثيرا، وأن الجرائم ضد حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم."