خليها تصدي.. خليها أي حاجة!
أهمية حملة "خليها تصدي" لمواجهة جشع بعض تجار السيارات تكمن في قدرة المصريين على العمل الجماعي.. اعتقادنا أن ذلك هو المكسب الأساسي منها.. حتى لو لم تنخفض أسعار السيارات.. المهم أن ينجح المصريون في عمل واحد وموحد، وهو بالمناسبة ما كانت تخشاه جهات عديدة رأت أن الأفضل لمصالحها أن تظل مصر تطبق نظريات السوق الحر دون قدرة المستهلكين فيه على الفعل.
رغم أن أول شروط تطبيق نظام السوق الحر هو وعي المستهلكين بقوانينه، فإذا زادت أسعار أي سلعة أدرك المستهلك أن ذلك يحدث بسبب تزايد الطلب على السلعة مع انخفاض المعروض منها أو بقائه كما هو.. والحل - طالما الدولة قررت عدم التدخل بالتسعير الجبري- في إعادة الطلب مرة أخرى إلى أقل من العرض.
فيرتفع المعروض منها فتنخفض الأسعار وهكذا، ولكن هذا يتطلب وعيا من الناس وجمعيات تنظم حركتهم وتوحد كلمتهم.. والجمعيات من هذا النوع غير موجودة في مصر، إلا أن المصريين استبدلوها بشبكات التواصل الاجتماعي.. ولهذا تأتي أهمية الحملة التي من الممكن أن تتوجه غدا إلى اللحوم مثلا، ويكون شعارها -مثلا مثلا- "خلوها في التلاجة" أو "خلوها..."! أو تتجه إلى الأدوات الكهربائية، أو أي سلعة مهمة لا يجد المصريون مفرا من استخدامها!
كل الدعم لهذه الحملة، ونأمل أن ينضم إليها كل من يستطيع ذلك حتى لو لم يكن يرغب في شراء سيارة.. إذ إن الهدف منها أصبح أكبر بكثير من حملة لمقاطعة شراء السيارات، وأصبحت حملة للارتقاء بوعي الناس، وبالعمل الجماعي في مصر، خصوصا أن كان لهدف نبيل وهو حماية الناس من جبروت الأسواق.
ونجاح الحملة يعطيها قوة وتفاؤلا سينعكسان بالضرورة على حملات قادمة.. ولذلك يجب أن يبرز للحملة قيادات حكيمة ومستنيرة.. وإلا ستتبخر مع الزمن، ولن يبقى منها إلا ذكرياتها وبوستات وتغريدات مؤيدوها على فيس بوك وتويتر!