السيرة الهلالية في معرض الكتاب.. «عندما يهزم الخلود سيوف الزمن» (فيديو وصور)
العمر والسنوات والزمن، يمكنها سويًا الوقوع في هوى النسيان، إذا كان الخلود هو قدر العمل الفني أو الأدبي، خاصة إذا كان عمل شعب بأكمله لا شخص واحد.. فالتراث الشعبي للبلاد خير مثال على قدرة الخلود وهزيمة السنوات والأعمار الإفتراضية.
"السيرة الهلالية" والتي تعتبر أحد أبرز الأعمال الفنية الشعبية التراثية في مصر، إضافة إلى كونها إحدى أشهر السير الشعبية العربية على الإطلاق.. اختارتها الهيئة المصرية العامة للكتاب لتكون بنغماتها ضيفا يوميا على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين (اليوبيل الذهبي)، كونها دورة استثنائية في عمر المعرض وتعني بتقديم كل ما هو استثنائي وإبراز أصالة مصر وعمق مخزونها الثقافي.
أمام المئات من جماهير المعرض الذين اصطفوا في مسرحه للاستماع إلى السيرة الهلالية، وهي ملحمة طويلة تصف هجرة قبيلة بني هلال، وهي قبيلة عربية تغلب عليها الفاطميون بعد عدائها لهم فنقلوها إلى صعيد مصر أول مرة ثم بدا لهم أن يتخلصوا منها نهائيا ومن أعدائهم في المغرب فسمحوا لها ولحلفائها بعبور النيل، وهكذا بدأت ملحمة دامت عدة قرون وكان ذلك عام 1149م، وتمتد السيرة لتشمل تغريبة بني هلال وخروجهم من ديارهم الخرمة ورنية في عالية نجد إلى تونس.
وهي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخًا في الذاكرة الجمعية، وتبلغ نحو مليون بيت شعر، وإن أضفى عليها الخيال الشعبي ثوبًا فضفاضًا باعد بين الأحداث وبين واقعها، وبالغ في رسم الشخصيات.