رئيس التحرير
عصام كامل

«مافيا» السوشيال ميديا!


تحولت مواقع التواصل الاجتماعي من وسيلة إلى التقارب والتواصل بين الأشخاص والمجتمعات إلى "مافيا" أكثر خطورة من العصابات التي كنا نسمع عنها في الأفلام والروايات.. ومع تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة من يوم إلى آخر تتسع دائرة هذه المافيا لتشكل بالفعل خطرا كبيرا على الكبير قبل الصغير.

ولم تعد "الشتائم" بمثابة العلامة البارزة لاستخدام هذه المواقع بشكل خاطئ بل تخطتها، وأصبحت هناك فرق متخصصة (موظفين) على هذه المواقع يستخدمونها من أجل التربح المادي، حتى لو كان على حساب التشهير بسمعة المشاهير.

وخلال الأيام الأخيرة انتشرت فيديوهات غير لائقة لعدد من المشاهير في مجال الفن وتم استخدامها بشكل مخيف في الترويج لعدد المشاهدات التي من خلالها يتربح مستخدموها.. وبغض النظر عن صحة أو خطأ هذه الفيديوهات وبعيدا عن الخوض في أنها انتهاك للخصوصيات أو الدخول في الحلال والحرام في حكم الدين، وخاصة فيما يتعلق بالتشهير.. فالأهم واللافت للنظر والغريب والعجيب في نفس الوقت هو انتشار فيديوهات لا حصر لها لأشخاص لا أحد يعلم من هم يقومون بالشرح الدقيق لحقيقة كل فيديو وكأن هؤلاء يلقون محاضرة في جامعة أو يقومون بالتدريس للطلاب في المدرسة. 

وقبل أن يبدأ هؤلاء في الشرح يطلبون "اللايك والمشاركة" وهذا هو الأهم بالنسبة لهم.. لأنه يعتبر وسيلة التربح الجديدة من وراء كل هذه القصص والحكايات.

ولست أدرى ما إذا كان القانون يمكن أن يحد من هذه الظاهرة أم لا؟! لأننا في النهاية سنجد أنفسنا أمام "عصابات" أخطر على المجتمع من تلك التي تقوم بالسرقات أو قطع الطرق بعد أن أصبح من السهل على هؤلاء المحترفين بأن يقوموا ببث أي فيديو لأي شخصية حتى لو كان غير حقيقي من أجل إما الابتزاز وإما التشهير، وفي النهاية يكون التربح المادي هو الهدف الأول والأخير.

والفيديوهات المنتشرة خلال الأيام الأخيرة لثلاثة من الفنانات دليل واضح على أننا مقبلون على "أيام سوداء" بسبب مافيا السوشيال ميديا.. فلم تعد الخصوصية موجودة في زمن التسريبات والحكايات والروايات التي أصبحت بلا شك خطرا جديدا يهدد المجتمع خاصة فئة الشباب التي ما زالت في مرحلة عدم التوازن العقلي.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية.

الجريدة الرسمية