رئيس التحرير
عصام كامل

حاكموا بطلة فيديو «الابن والمفتاح»!


فيديو منشور على شبكات التواصل الاجتماعي أمس متداول بكثافة مرتفعة تظهر فيه أم تحرض طفلها الصغير على القفز من إحدى النوافذ المجاورة لشقتهم بعد أن ترك مفتاح المنزل بداخله.. الطفل الصغير يبكي ويصرخ مستنجدا بالجيران نظرا لاحتمالات سقوطه من دور مرتفع وموت محقق ينتظره بينما الأم تعنف الابن-الطفل- بشدة لاستكمال أوامرها بشكل مريب شكك الناس في أمومتها له، بل والكثيرون يقولون إنه لا يفعل أحد هذا التصرف حتى لو كان الطفل ليس ابنها!


كل من شاهد الفيديو أصيب بالحزن للمستوى الذي وصلت إليه بعض الأمهات من تحجر القلوب وغياب العقل واختفاء الحكمة.. لو كان الطفل أصيب بمكروه كان الحادث سيقلب الدنيا ولن يقعدها، خصوصا أن أحد الجيران ترك الجريمة التي تحدث أمامه وتفرغ لالتقاطها بكاميرا خاصة به.. وكان الحادث سيضاف إلى سجل حوادث الأسرة المفجعة التي جرت الفترة الأخيرة وأشهرها تسبب أم في حرق أبنائها الثلاثة في إحدى مناطق الهرم..

لكننا في كل الأحوال نقف أمام مخالفة أخلاقية وأسرية ربما يرى القانونيون أنها شروع في جريمة جنائية رغم أنها تخالف صراحة قانون الطفل الذي ينص على حمايته وعدم تعريضه للخطر، ولما كان الفعل كله مسجل بالصوت والصورة، لذا نطالب بالتحقيق مع الأم حتى لو انتهى الأمر إلى تعهد بعد تكرار هذا الإهمال مرة أخرى..

لكن الأهم أن تصل رسالة إلى جميع الأمهات مفادها أن الولاية على الأطفال لا تعني أن نفعل بهم ما نشاء، بل هي أمانة كبرى نتولاها لحين وضعهم على مسار الحياة الصحيح..

الفترة الأخيرة مارست الدولة خطتها لاستعادة هيبة القانون.. والأمر مرتبط بتأمين الدولة من مخططات إفشالها الذي يعتمد على ضرب قيم المجتمع والاستهانة بقوانينه العامة.. وها نحن نقف اليوم أمام مخالفة تجمع الأمرين معا.. الاستهتار بقيم المجتمع بل وارقي ما فيها (الأمومة) وارتكاب فعل مخالف للقانون!

حاسبوها يا سادة.. وإلا لا تندهشوا من تكرار مثل هذه السلوكيات!
الجريدة الرسمية