رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي للجذام.. ضحايا المرض يكشفون لـ«فيتو» تفاصيل المأساة.. عدم رؤية الأولاد ومصاريف العلاج «يزيد الوجع».. القروح والكتل الجلدية أبرز الأعراض.. و18 مركزا للعلاج في المحا

فيتو

في حجرة مشققة جدرانها تحكي عن مدى فقر من يسكنون فيها، تضطر الحاجة فوزية لقطع المسافات بشكل دوري من الإسماعيلية للزقازيق للحصول على علاجها، اختبرها الله بالمرض فبدت صابرة راضية بقضائه، لكن ذلك لم ينفِ أنها تعيش حياة غير آدمية، تقول هي لـ«فيتو» «باحمد ربنا على مرض الجذام وكل اللي يجيبه، لكن مش قادرة اتحمل إن ولادي يبعدوا عني بسبب المرض ويسيبوني لوحدي علشان العدوى».



مأساة الحاجة فوزية تتشابه أيضًا مع مأساة « عم على» الذي أصيب بالجذام في سن صغيرة وسرعان ما تملك منه المرض اللعين، وكان السبب في قطع مصدر رزقه الذي يصرف منه على أهل منزله، يضيف: «مش عارف اشتغل ولا أوفر طعام لعيالي، ووصل بيا الحال إني فشلت في شراء حذاء طبي يحمي الجروح من الفيروسات، ودلوقتي مهدد بقطع رجليا الاتنين بعد ما بقيت مش باحس بيهم».

ويضيف «عم على»: «باشتري دوا في الشهر بـ 250 جنيه، ومبقدرش عليه، وبتسوء حالتي أكتر، لكن كل شيء بقضاء الله».


تاريخ المرض
ويعود تاريخ مرض الجذام الذي يحل اليوم، اليوم العالمي له، إلى العصور القديمة، ويرتبط بالخرافات والأساطير باعتباره لعنة إلهية، وانتقل هذا الاعتقاد الخاطئ لحضارات أخرى، في الصين ومصر والهند، ولكن أثبت الطب فيما بعد أن الجذام مرض معدٍ يسبب تقرحات شديدة تشوه الجلد وتتلف الأعصاب وتمتد إلى الأطراف، وحسبما ذكر موقع WebMD الطبي فعدوى الجذام لا تنتقل إلا من خلال الاتصال المباشر المتكرر مع المصاب؛ ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة به، وهناك نحو 180 ألف مصاب بالجذام على مستوى العالم، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، أغلبهم من ساكني أفريقيا وآسيا.

أعراض المرض
أما أعراض المرض فهو يصيب الجلد والأعصاب والحبل الشوكي في الأصل، ثم يؤدي لانتشار القروح والكتل الجلدية التي لا تختفي حتى بعد عدة شهور، وتكون متغيرة في اللون وشاحبة، أما تلف الأعصاب فيسبب فقدان الشعور في الأطراف والضعف العام، وفترة الحضانة بعد وصول العدوى تتراوح ما بين 3 أعوام وحتى 20 عامًا، ما يجعل الأمر أشبه بالمستحيل للأطباء لمعرفة متى تمت الإصابة به.

بينما أكثر علامات الإصابة بالجذام وضوحًا هي تساقط الأجزاء الجانبية من الحاجبين، والذي يؤدي إلى اختفاء ثُلث مساحة الحاجب، وأيضا هو ظهور الأعصاب من تحت الجلد حول منطقة الكوع.

عم محمد
نعود إلى ضحايا المرض اللعين، ولكن تلك المرة مع «عم محمد» الذي يروي قصة مأساته بقوله: «فضلت 3 سنوات اتعالج عند طبيب الوحدة ومش عارف أنا عيان بـإيه، لحد ما اكتشفوا الجذام».

وبدأت رحلة «عم محمد» من مركز طهطا بمحافظة سوهاج، فهو يملك أرضًا يزرعها، ويضيف هو: « في يوم حسيت بتعب شديد ونزيف دم ولما لقيت نفسي كدة رُحت لدكتور القرية ومقاليش حاجة، وبعد 3 سنين رُحت القصر العيني بعد ما حالتي اتدهورت، وبعد الكشف قالوا لي إني مريض جذام وحولوني للمستعمرة بالخانكة».

المرض لم يكن وحدة المأساة، بل اليأس وعدم رؤية الأولاد يزيد من حالة حزن أي مريض جذام، يكمل «عم محمد»: «مقدرتش أشوف ولادي 3 سنين، بس زيارات قليلة جدًا».

المصابون في مصر
وتشير آخر إحصاءات وزارة الصحة أن نسبة الإصابة بالمرض 0.7 لكل 100 ألف شخص، ورغم أن مسببات المرض لم تعد موجودة فبمجرد حصول المريض على الجرعة الأولى من العلاج المتوافر حاليا بــ 18 مركزا بالجمهورية يصبح المريض غير معدٍ للمخالطين، ويتجمد نشاط البكتيريا وتتوقف عن المضاعفات، إلا أن "الصحة" اكتشفت 651 حالة في 2016.

مضاعفات الجذام
الجذام يمكن أن يسبب ضررا دائما للبشرة والأعصاب والأطراف والعين أيضا إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب، وقد يؤدي لمضاعفات أخرى تشمل العمى وتشوه الوجه والفشل الكلوي وضعف الانتصاب وضعف العضلات وتلفها وفقدان الشعور وتلف أعصاب المخ والحبل الشوكي وأعصاب الأطراف وآلامًا وأضرارًا دائمة داخل الأنف قد تؤدي إلى نزيف مزمن.
الجريدة الرسمية