رئيس التحرير
عصام كامل

سفير فلسطين بمصر لـ"فيتو": مصر لم تطلب تسلم المتهمين بتنفيذ مذبحة رفح

فيتو

مصر تفتح الباب أمام المستثمر الأجنبى وتغلقه أمام الفلسطينى
قادة الجماعة لم يقدموا للفلسطينيين سوى "المشاعر"
الأنفاق بيزنس لتهريب المواد التموينية والبنزين والحشيش

كشف الدكتور بركات الفرا - سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، أن الرئيس محمد مرسي وحكومته لم يطلبوا تسلم المتهمين الفلسطينيين بارتكاب مذبحة رفح التى قتل فيها عدد من خيرة جنودنا في شهر رمضان، موضحًا أن الحكومة المصرية تتعامل بعنصرية مع الاستثمارات الفلسطينية، حيث تفتح السوق أمام المستثمر الأجنبي وتغلقه أمام الفلسطيني.

وأكد الفرا - في حوار مع "فيتو" بمناسبة الذكرى الـ 65 لنكبة فلسطين -أن قادة جماعة الإخوان المسلمين لم يقدموا أى شيء للفلسطينيين سوى المساهمة بمشاعرهم، لافتًا إلى أن الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة هى "بيزنس" بين طرفين مصرى وفلسطينى، وبالتالى أى شخص يملك المال ممكن أن يمرر أغذية وأسلحة وسيارات ومخدرات.. وإلى نص الحوار:



هناك اتهامات موجهة ضد حركة حماس بالتورط في قتل الجنود المصريين على الحدود.. كيف ترى ذلك؟
- لابد من الأخذ بالأدلة والتحقيقات لمحاسبة كل من تسول له نفسه أن يمس جنود مصر، أما بالنسبة لإدانة حماس في ذلك فنحن في الحكومة الفلسطينية لم نتلق أى شيء من الجهات المعنية في مصر يفيد أن هناك أشخاصًا من حماس مطلوبون للتحقيق معهم، وعندما تأخذ المطالبات بين الدولتين شكلًا رسميًا فلن تستطيع «حماس» أن ترفض تسليم أى شخص مدان وإلا فإنها سوف تؤكد ما يقال.
> هل تستشعرون وجود مخطط بين جماعة الإخوان في مصر وحماس لتمكين الحركة من حكم فلسطين ؟
- لن يحكم الشعب الفلسطينى إلا من يريده والذى يرفض مثل الشعب المصرى تدخل أى دولة أخرى في شئونه، ونحن ارتضينا النظام الديمقراطى في حكم فلسطين منذ عام 1996 وانتخبنا رئيسًا ومجلسًا تشريعيًا عام 2006.

ولكن حماس ترفض أن يشاركها أحد في الحكم والدليل برلمان عام 2006؟
- الفيصل هو الصندوق وهذه هى الديمقراطية، وللأسف حماس حتى الآن ترفض الصندوق متحججة بظروف الدولة، فغرضهم الرئيسى أن يظل الانقسام قائمًا، والرئيس محمود عباس «أبو مازن» أعلن التزامه بتسيلم المسئولية دون معارضة لمن ينجح في الانتخابات، ونظريًا هناك جزء من حركة حماس ارتضى واقع سيطرتهم على جزء من الدولة وعيشهم في ثراء فاحش من الأنفاق.

قلت إن خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحماس - يريد المصالحة ولكن البعض داخل الحركة يرفض.. ما السبب؟
- بالفعل، هذا صحيح ، لكن هناك مصالح ومكاسب خيالية بالملايين تحققها الأنفاق، والمستفيد الوحيد منها حركة حماس، والدليل أن الأغذية التى تمر عبر الأنفاق من أجل الشعب في قطاع غزة يفرضون عليها جمارك، ولديهم إدارة يسمونها إدارة الأنفاق، وبالنسبة للبنزين الذى يهرب من مصر يحصلون عليه بالسعر الذى تفرضه الحكومة المصرية ويبيعونه للشعب في غزة بأكثر من 4 أضعاف، وكل هذا يدخل جيوب قادة الحركة، وأنا أؤكد أن الأنفاق هى بيزنس بين طرفين مصرى وفلسطينى، وبالتالى أى شخص يملك المال ممكن أن يمرر أغذية وأسلحة وسيارات ومخدرات.

لكنهم يصرحون بأن الأنفاق توفر احتياجات الشعب الفلسطينى المحاصر؟
- هذا حق يراد به باطل كلنا نريد توفير احتياجات الشعب الفلسطينى، ولكن كيف على شعب تجاوز تعداده مليون و600 ألف أن يأخذ احتياجاته عبر الأنفاق، ومسئولية توفيرها تقع على عاتق إسرائيل التى كان من المفروض عليها إعطاؤنا 120 مليون كيلووات كهرباء و10 ملايين متر مكعب من المياه، وهذا حق فرضه المجتمع الدولى على إسرائيل.

الإخوان يتبنون شعار «على القدس رايحين شهداء بالملايين».. فهل ترى لمثل هذه الشعارات مكانًا على أرض الواقع ؟
- ليست لدى فكرة عن عمل قدموه، ولكن أنا متابع لتصريحات الرئيس محمد مرسى والمرشد العام للجماعة محمد بديع، والكل يتحدث عن قضية القدس، وأنهم لابد أن يتحركوا، فأنا لا أرى غير مساهمة بمشاعرهم، ولكن على الأرض لا أعلم ما فعلوه من أجل تلك القضية.

هل المنح التى كانت تقدم للفلسطينيين في عهد الرئيس السابق حسني مبارك أكثر من الوقت الحالى ؟
- المنح مستمرة، فمصر تعطينا 10 منح للدراسات العليا، ومثلها لطلبة البكالوريوس، وهناك كل سنة ما يسمى المكرمة الرئاسية سنها الرئيس السابق حسنى مبارك لاستثناء أبناء فلسطين من المجموع بنسبة ما عن الطلبة المصريين، والحكومة المصرية تعطى أبناء غزة إعفاء 50% من المجموع، وهذا مستمر حتى الآن، فهناك نحو 7 آلاف طالب فلسطينى يتلقون العلم في مصر.

ماذا عن الادعاء بتوطين الفلسطينيين في سيناء؟
- إسرائيل لديها مخطط هى وغيرها من الدول الاستعمارية منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضى، لكن الشعب الفلسطينى لن يترك أرضه للعدو المغتصب من أجل أن يقيم في أرض دولة أخرى، فنحن عانينا من الاحتلال ولا يمكن أن نفكر في أن نحتل أرض الغير، وكما أن أرض مصر عزيزة على أهل مصر فهى عزيزة على الفلسطينيين.

قلت إن هناك قيودًا كبيرة على المستثمرين الفلسطينيين في مصر.. كيف؟
- بالفعل، فالفلسطينى لا يستطيع الاستثمار في ظل إقامة لا تتجاوز العام، فإذا كانوا متخوفين منه فعليهم متابعة هذه الاستثمارات، وبهذه الصورة أضمن جدية المستثمر الفلسطينى وأن إقامته ليست تحايلا، وأنا أسأل كيف تفتح الحكومة المصرية السوق أمام المستثمر الأجنبى وتغلقه أمام المستثمر الفلسطينى.

قلت إن عبدالناصر منحنا ما لم يمنحه رئيس آخر.. كيف؟
- هذا صحيح، عبدالناصر كان يعامل المواطن الفلسطينى مثل المواطن المصرى، وعلى سبيل المثال عندما كنت أدرس في كلية الزراعة بجامعة أسيوط عام 1965 كنت أدفع مصروفات تماثل ما كان يدفعه المصريون، فقد كنت أدفع 3 جنيهات وبعد انتهاء الدراسة كنا نستردها مرة أخرى، ولكن السادات قلص تلك المنح عقابا للشعب الفلسطينى على عدم رضاه عن اتفاقية كامب ديفيد، وبعد مقتل يوسف السباعى على يد أحد المجرمين الفلسطينيين، عاقب السادات كل الشعب الفلسطينى، ونفس الأمر فعله مبارك.

> اليوم بعد 65 عامًا على قيام الكيان الصهيونى.. حدثنا عما فعله صندوق الحفاظ على فلسطين في الدفاع عن هوية القدس ؟
- كنا نأمل أن يقف صندوق القدس أمام قضية تهويد القدس، ولكن كيف نقف أمام 5 مليارات دولار في الصندوق اليهودى لتهويد القدس مقابل 82 مليون دولار في صندوق القدس؟ ففى قمة سرت عام 2010 قررت الدول المشاركة رفع دعم صندوق القدس والأقصى من 300 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، ولكن للأسف حتى الآن لم يتجاوز ما دفع للصندوق سوى 82 مليون دولار فقط، وكان هذا عندما طلب الجانب الفلسطينى تمويل خطة لإنقاذ القدس التى تقدم بها.

هل ترى أنه يمكن مواجهة مشروع تهويد القدس والذى رصد له 5 مليارات دولار في مقابل 82 مليون دولار ؟
- إسرائيل تضع كل الإمكانيات الممكنة من أجل تهويد القدس وللأسف الأمور وصلت إلى أن القدس تمر بمراحل خطرة الآن بسبب الخطة التى تسميها إسرائيل العشرين والمخطط الاستيطانى، والذى إن تم فسوف تعزل القدس عن الضفة الغربية تمامًا وستنتهى إلى الأبد، وقد صرح الرئيس أبومازن بأنه لو حدث ذلك سيتقدم بشكوى إلى محكمة العدل الدولية.
الجريدة الرسمية