رئيس التحرير
عصام كامل

عميد طب المنصورة!!


صدر قرار جمهوري بتعيين د. محمد عطية عميدا لكلية طب المنصورة خلفا للدكتور السعيد عبد الهادي العميد السابق الذي أعرفه عن قرب، وأعلم أنه لن يتحدث عن نفسه وما قدمه لكليته وجامعته وبلده، ولأنه واجب علينا تكريم المجتهدين حتى نرسي قواعد الوفاء ونعطي دروسا تحتذى للشباب فسوف أتناول في السطور التالية بعض ما قدمه عميد كلية الطب السابق الذي تولى المهمة عام 2015..


وهي فترة كانت غاية في الصعوبة على مصر بعد إزاحة حكم الإخوان، ومرور عام تقريبا على تولي الرئيس السيسي المسئولية، وكانت جماعة الإخوان تراهن على حرق البلاد من خلال طلابهم في الجامعات، وخاصة جامعة المنصورة التي كانت أكثر اشتعالا، ولكن د السعيد عبد الهادي وزملاؤه العمداء مع رئيس الجامعة حينذاك د محمد قناوي استطاعوا العبور بالجامعة إلى بر الأمان.

خلال تولي عبدالهادي المسئولية حدثت تطورات هائلة في كل المجالات، سواء التعليم والبحث العلمي أو خدمة المجتمع والمستشفيات الجامعية:
أولا في مجال التعليم الطبي، تم نقل وتطبيق طريقة التدريس والتدريب والامتحانات من برنامج مانشستر، والذي بدأ في 2006 وحقق نجاحا كبيرا، ونموذجا يحتذى داخل مصر وخارجها، وتم اعتماده كأول برنامج طبي متميز في مصر، وفي مجال البحث العلمي تم تشكيل لجنة مراجعة البحوث الطبية، ولجنة أخلاقيات البحث العلمي، وتم زيادة النشر الطبي في الدوريات العالمية، ومنها أبحاث نشرت في مجلة "الناتشر" المرموقة.

خلال تولي عبد الهادي المسئولية دخلت طب المنصورة مع طب القاهرة ضمن أفضل 500 كلية طب على مستوى العالم حسب ترتيب شنغهاي الصيني، كما حصلت طب المنصورة وجامعة المنصورة على الترتيب الأول مصريا حسب ترتيب التايمز البريطاني لعام 2019.

وفي مجال خدمة المجتمع وتنمية البيئة:
انطلقت القوافل الطبية والتثقيف الصحي في القرى والمدارس والوادي، والمشاركة في تقديم خدمة طبية جيدة لأهالينا في سيناء، حيث كانت تنطلق قافلة طبية متكاملة أسبوعيا لعلاج المواطنين هناك في مستشفيات العريش وبئر العبد بالإضافة إلى التعاون مع مستشفيات وزارة الصحة في كفر الشيخ ودمياط.

في عهد عميد طب المنصورة السابق حدثت طفرة في مجال المستشفيات الجامعية، حيث أعاد الحياة إلى المراكز الطبية الثلاثة والتي توقف العمل فيها لمدة 15 عاما وهي النساء والتوليد وجراحة المخ والأعصاب والأمراض العصبية وجراحة العظام، وأيضا تجهيز مستشفى الباطنة التخصصي الجديد بعد توقف أكثر من 4 سنوات، والانتهاء من برنامج زراعة النخاع في مستشفى الأطفال، وافتتاح وحدة زراعة النخاع بمركز الأورام، وكذلك تجهيز مستشفى الأمراض النفسية والعلاج بأجر بعد توقف أكثر من 10 سنوات.

في عهد عبد الهادي تم الانتهاء والافتتاح لمركز متقدم في جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية، وأيضا تم إنشاء مركز متخصص لزراعة الكبد والأمانة تقضي القول بأن صاحب الفضل في إنشاء هذين المركزين (زراعة الكبد وجراحة القلب) هو العالم الجليل د محمد عبدالوهاب أستاذ زراعة الكبد، حيث تبرع ببنائهما اثنان من رجال الأعمال بالدقهلية ثقة في د عبد الوهاب، هذه جملة اعتراضية حتى ينسب الفضل لأهله.

د السعيد عبد الهادي عمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الجامعية من 3600 إلى 5600 سرير تتحقق خلال عامين.
 
كما شارك بفاعلية في لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، وساهم في تطوير مناهج التعليم الطبي، وشارك أيضا في المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ومناقشات القانون الذي صدر وللائحته التنفيذية، وكذلك لجنة البورد المركزية للتخصصات الطبية.

عبدالهادي هو مؤسس الشراكة مع جامعة مانشستر الإنجليزية منذ سنة 2006، وما زالت قائمة حتى اليوم، واجتذبت طلاب أكثر من 20 دولة حققت إيرادات كبيرة ساعدت الكلية والجامعة على تطوير بنيتها التحتية، وإنشاء معامل كمبيوتر والمهارات.

وهذا قليل من كثير قدمه عبدالهادي لبلده، فخلال ثلاث سنوات ونصف تقريبا جلس فيها على كرسي عمادة طب المنصورة كان يواصل العمل ليلا ونهارا، ولم يسافر فيها خارج البلاد إلا مرة واحدة في مهمة رسمية لمدة 48 ساعة إلى جامعة مانشستر الإنجليزية.

العميد السابق كان يتمتع بعلاقات طيبة مع كل زملائه والمجتمع الدقهلاوي ولم يكن شخصا صداميا، ورغم أن كلية طب المنصورة ومستشفياتها الجامعية تتحمل مسئولية علاج ملايين المواطنين في منطقة الدلتا ولكن عبد الهادي استطاع أداء مهمته بنجاح، ونتمنى للدكتور محمد عطية العميد الجديد أن يكون خير خلف لخير سلف وأن يستكمل ما بدأه سابقه، وتستمر مسيرة إنجازات طب المنصورة والقيام بدورها في التعليم والبحث العلمي وأيضا تقديم خدمة طبية جيدة للمواطنين، وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية