«فاطمة».. عجوز تنتظر مصير «ضحية البرد» في المحلة (فيديو)
ملامحها يكسوها الألم، وتجاعيد ملأت الوجه، وعيونها سكنتها الأحزان، وجسمها نحيل من شدة المرض، تكالبت عليه الهموم، وأثقلته الديون تمشى على عكازين.. هذا حال "فاطمة خليل" التي تنام على "فرشة" وسط البرد القارس.
"فاطمة" امرأة في العقد السادس من العمر تقطن مدينة السنطة في محافظة الغربية، تبحث عن مأوى وابنتها الصغيرة لا تقوى على الحركة إلا بصعوبة بالغة وعلى عكازين، وخاصة أنها تعاني العديد من الأمراض، بالإضافة إلى أنها لا تتقاضى معاشا أو أي مساعدة، وتعيش على مساعدة أهل الخير.
انتقلت "فيتو" إلى السيدة العجوز لتحكي ظروفها الصعبة، فقالت في البداية أن زوجها طلقها وترك معها 5 أبناء يعملون باليومية، وحالتهم المادية صعبة، وخاصة أن أبناءها يحصلون على قوت يومهم بالكاد، ولم تجد مساعدة منهم؛ نظرا لحالهم المرير، بالإضافة إلى أنها تعانى من العديد من الأمراض.
وأضافت "فاطمة" أنها تبلغ من العمر 60 عامًا، ومتواجدة في الشارع منذ 35 عاما، ومعها فتاه تنام لدى أحد فاعلي الخير، وتعيش أمام بوابة جمعية السمك أمام المساكن الجديدة بمدينة السنطة، ولكنها تجد الحب والحنان من الكلاب وليس البشر، ولكنها تبحث عن مكان يأويها من برد الشارع.
وتواصل السيدة العجوز حديثها قائلة: إنها تنام على كرتونة بلا "مرتبة" عليها عدد من الشكائر، ولكن تشعر بألم جراء ذلك من أثر النوم، متابعة "نفسى في أوضة أنام فيها"، ولكنها تصبر دائما على ما بداخلها من آلام، وخاصة وأنها لا يوجد لديها أي شىء أو مقومات للحياة.
وتطالب فاطمة المسئولين بالمحافظة برعايتها وصرف معاش لها، خاصة وأنها تعيش على مساعدات الآخرين، إضافة إلى أنها لا تملك شيئا من الدنيا وتحتاج إلى المساعدة نظرا لكبر سنها، قائلة: "أنا مش عايزة حاجة من الدنيا إلا حجرة أنام أنا وبنتى فيها، وإنى أعيش مستورة لحد ما أموت".
ومن جانبه، صرح الدكتور خالد أبو المجد، رئيس فريق التدخل السريع بمحافظة الغربية إنه جار التعامل مع الحالة، وسرعة التحرك وإنقاذها.
وكانت محافظة الغربية قد شهدت في العاشر من شهر يناير الجارى مصرع مشردة في العقد الخامس من عمرها، عثر عليها العاملون أمام حي أول المحلة الكبرى جثة هامدة، ويظهر عليها آثار التجمد من البرد، ونقلت لمستشفى المحلة العام، وجاء القرار الأولى بأنها توفيت بسبب موجة البرد الأخيرة، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة للتحقيق.