محمد فودة يكتب: عبادة الكون لله
إن التدبر في آيات القرآن الكريم، والتأمل في كل ما خلق الله سبحانة في تلك الحياة بشكل دائم (الشمس والقمر والأرض والسماء والقمر والنجوم والليل والنهار....) تجعل الإنسان يخر ساجدا لله عندما يدرك مدى عظمة مالك الملك سبحانه وتعالى.
فكل شيء يرجع إلى الله يسبح لله..(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء ٤٤
ويصلي لله أيضا..(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) سورة النور الآية ٤١ التي استوقفتني عندما كنت استمع لإذاعة القرآن الكريم أمس الإثنين الماضي..تخيلت المشهد للحظات.. الطيور والنبات والحيوان... يصلون لله، المشهد قد لا يبدو مألوفا بعض الشيء.. ربما لأننا لم نفهم لغتهم بعد أو لأن العلم لم يكتشف لنا وسيلة نفهم بها لغتهم إلا الآن..!
فإذا تحدث إنسان ما بلهجة أو لغة أخرى (إنجليزية أو فرنسية... ) ونحن لا نجيدها لن نفهم منه أي شيء
إلا أننا قد نصادف مشهد ذلك الجمل الذي سجد بجوار صاحبه الذي يصلي في الصحراء.. أو مشهد الطيور التي تصعد وتهبط حول المئذنة في وقت الأذان.. أو القطة التي تدخل بين المصلين في أوقات الصلاة، لم نفهم لغتهم لكن ربما قد نشاهد ذلك.
فكل شيء من حولنا في حالة عبادة دائمة لله.. قال تعالى "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " (الحج:18).
لكن علينا أولا التفكير وإعمال العقل وتدبر آيات الله وما خلق الله في الكون لأنه كرمنا وسخر لنا كل شيء.. وحتى لا ينطبق علينا قوله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان ٣٠
ويقول ابن كثير في تفسير ( كل قد علم صلاته وتسبيحه )أي : كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله، عز وجل.
فإن مشاهدة انتظام الكون كله في الطاعة والصلاة والتسبيح لله عز وجل.. هو احساس يملأ القلب والعقل والنفس بالرهبة والخوف والتسليم والخضوع والخشوع لله سبحانه وتعالى