رئيس التحرير
عصام كامل

«نور القلوب».. قصة كفيف يصلح الأجهزة الكهربائية في الأقصر

فيتو

فقده لعينيه لم يجعله يفقد إيمانه بالله، وأنه قادر على مواجهة ضيق الحياة في بعض الأحيان، والسعي إلى خلق أمل في قلبه لاستكمال العيش.

حسن أحمد عبد اللطيف، وشهرته في منطقة البغدادي بمحافظة الأقصر «عم حمام»، فقد بصره فجأة بعد إصابته بالـ«حمى»، أدى إلى إتلاف عينه وهو في سن 15 من عمره، وتوجه إلى العديد من الأطباء لكن امتحنه القدر في فقد بصره، وفصل الشبكية.

بهدوئه الشديد الذي يلمس قلبك، روى «عم حمام»، البالغ من العمر 47 عاما، قصته في إصلاح بعض الأجهزة الكهربائية لجيرانه وأقربائه ليواجه صعوبة الحياة للبحث عن لقمة العيش.

يقول «عم حمام»، إنه قام بإصلاح أجهزة التسجيل «الكاسيت»، والمراوح، والتلفزيونات القديمة، مضيفا أن أول جهاز تسجيل قام بإصلاحه عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات، ليستكمل موهبته في إصلاح الأجهزة الكهربائية مرة أخرى بعد إصابته بالعمى، والتي بدأت بإصلاح جهاز تسجيل أحضره شقيقه بعدما تم التحاقه بالجيش.

لتصبح تلك الموهبة هي وسيلته لكسب العيش في فترة من الفترات، قبل ظهور الأجهزة الحديثة في السوق، مثل السماعات الكبرى التي يستخدمها الشباب بدلا من «أجهزة الكاسيت».

«يستمع إلى إذاعة القرآن الكريم»، ويستمع إلى بعض البرامج في جهاز التلفاز الأبيض والأسود، ليقضي يومه، لا يخرج من غرفته التي يعيش فيها بالإيجار كثيرا، لكنه يفضل أن يجلس مع أقربائه أو جيرانه الذين يأتون لزيارته في غرفته المفتوحة دائما لهم.

وأضاف "حمام"، أنه يحصل على 300 جنيه تساعده على العيش شهريا من الشئون الاجتماعية، يدفع منها 100 جنيه إيجار الغرفة التي يعيش فيها، والخالية من دورة المياه، و«كنبة صغيرة، بدون مرتبة، وبطانية، وكوفيرتا وثلاجة وحصيرة»، هي كل ما يملك من أثاث في غرفته التي ينام فيها، و«وابور»، يساعده لتدفئة الغرفة في الشتاء، ولشرب الشاي أحيانا.

«حالف على الحريم»، هذا ما قاله «حمام»، عن رفضه للزواج قائلا، إنه لا يملك وظيفة خاصة أنه لا يقرأ ولا يكتب، لذلك فضل مع الوقت عدم الزواج، ولم يخطر على باله في يوم من الأيام أن يتقدم لخطبة أي فتاة.

وتابع: "لو معاي جنيه آكل بيه وأنام بدل من هم الزواج"، ولا يمكن أن يتزوج بمبلغ 300 جنيه التي يملكها، مستكفيا برعاية أولاد شقيقه الذي مات وترك له طفلا وطفلة.

وعن أحلامه، أوضح "حمام" أنه يتمني أن يبني بيتا، فهو يملك قطعة أرض في الجبل، يتمنى أن يبني بيت يعيش فيه هو وأولاد شقيقه وأمهم، وشقيقه الآخر الذي يسكن مع زوجته، بدل من الإيجار الذي يدفعه.
الجريدة الرسمية