الناس والدولار والتضخم!
التصريحات الأخيرة لمحافظ البنك المركزي، "طارق عامر" حول قيمة الجنيه في المستقبل أثارت من القلق أكثر مما كان يفترض، التصريحات كانت تستهدف طمأنة الناس الذين يترقبون انخفاضا في سعر الدولار والعملات الأجنبية الأخرى أملا في أن ينعكس ذلك على التضخم ومستوى الأسعار، لتهبط وبالتالى تقل معاناتهم.
فقد تحدث محافظ البنك المركزى عن تحرك يتوقعه في قيمة الجنيه، والنَّاس جربت أن أي تحرك في هذا الصدد يكون بالانخفاض وليس بالارتفاع.. وزاد من هذا التخوف لدى الناس ما نشر أيضا عن حاجتنا لسداد نحو أربعة عشر مليار دولار مستحقات لديون خارجية علينا، وهو ما قد يترتب عليه تعرض احتياطيات النقد الأجنبي لدينا لضغوط إضافية، وهي التي يعتمد عليها البنك المركزى، كما قال محافظه، في مواجهة أية مضاربات قد تحدث في سوق النقد الأجنبي لم يستبعدها.
لذلك الأمر يحتاج من محافظ البنك المركزى أن يخرج على الناس مطمئنا لهم، بأن لدينا خطة لتدبير المستحق علينا من الديون بما لا يؤثر على احتياطيات النقد الأجنبي، وأن يشرح للناس أن لدينا موارد للنقد الأجنبي ليست بالقليلة، وتكفى لتمويل احتياجاتنا الأساسية من الخارج، وأيضًا سداد مستحقات ديوننا التي لم نتوقف عن سدادها حتى في ظل أقسى وأشد الأوقات التي مرت بِنَا في السنوات الأخيرة..
كما يجب أن يشرح للناس أن التحرك في سعر الجنيه لن يكون في اتجاه واحد فقط، ويكذب تلك الشائعات التي تتحدث عن ارتفاع الدولار ليساوي عشرين جنيها مستقبلا، خاصة وأننا نتدبر أمورنا.. الناس تحتاج الآن أن تطمئن، خاصة وأن من يريدون إثارة قلقها وفزعها لا يتوقفون عن ذلك.