رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة «الطيور المهاجرة» على الإسكان.. العاملون في الخارج يكشفون خطايا «بيت الوطن» ويتهمون الوزارة بـ«البلطجة».. «جمال»: مشكلاتنا لا تجد من يحلها.. ونائب الوزير:

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حالة من الغضب تسود بين أكثر من 500 حاجز في أراضي «بيت الوطن» التي طرحتها وزارة الإسكان للمصريين المغتربين في الخارج، الذين اتهموا الوزارة بـ«البلطجة» عليهم وتوريطهم في الحجز، وتركهم لمواجهة مشكلات المشروع منفردين، وعند الشكوى يصطدمون بعبارة واحدة تتناقلها قيادات الوزارة «تعالوا خدوا فلوسكم».


المثير في الأمر هنا، أن وزارة الإسكان التي ساهمت في تزايد معدلات غضب المغتربين، تجاهلت –وبشكل غريب- أن مشروع «بيت الوطن»، وغيره من المشروعات السكنية، خرج من رحم المبادرات الرئاسية والتوجه الحكومي لإشراك العاملين في الخارج في بناء اقتصاد بلدهم بالعملات الأجنبية، وفى نهاية المطاف تقف الوزارة عاجزة عن الانتهاء من مرافق الأراضي للحاجزين، وغيرها من المشكلات الأخرى.

بداية الأزمة
إسلام جمال، مصري مقيم في أمريكا، ويشغل منصب المتحدث الرسمي باسم العاملين في الخارج في مشروع «بيت الوطن»، أوضح أن «الأزمة بدأت حينما طرحت هيئة المجتمعات العمرانية ٨٠٠ قطعة أرض مميزة وشديدة التميز بمنطقة امتداد النرجس والغابة المتحجرة نهاية عام 2018، وسارعنا بالحجز على موقع الهيئة وفوجئنا بأن التحويلات وصلت يوم ٦ نوفمبر، وهو نفس يوم فتح باب الحجز، علمًا بأن الحجز كان لأسبقية التحويل، في حين أننا لم نتمكن من معرفة وصول حوالتنا سواء من الهيئة أو البنك المركزي، هذا إضافة إلى صعوبة التواصل مع الهيئة لمعرفة دورنا بالحجز، وموعد وصول تحويلاتنا خلال ٦ أيام، وفوجئنا بعد ذلك بنفاد كامل القطع المطروحة، وحملت الهيئة خريطة على موقعها الإلكتروني لمرحلة تكميلية غير إنها سرعان ما حذفتها، وهو ما يدل على عدم شفافية الهيئة من البداية».

وأضاف: التصرف الذي قامت به الهيئة، وإصرارها على عدم حصولنا على أية بيانات أو تفاصيل خاصة بالمشروعات، أصابتنا بالشك والريبة والقهر، بسبب عدم الحصول على قطعة أرض في امتداد النرجس، وجاء طرح الهيئة لمرحلة تكميلية في أراضي جنوب السويس ليرفع معدلات حدة التوتر والريبة والغموض في نفوس الكثيرين، حيث إن المنطقة المطروحة تتوسطها أعمدة التيار العالي للكهرباء، مما يقلل من ميزة المنطقة، كما أنه لم تتم بها أية عمليات ترفيق أو شق طرق، علمًا بأن الأراضي طرحت على أنها مميزة، وكنت واحدا من الذين تقدموا للحجز، لكننا فوجئنا بعدم توافر أي ميزة في الموقع الجديد، وهو ما دفع 60% منا للعزوف عن الحجز، وهو ما يؤثر بالقطع على المنطقة.

وتابع: الغريب أيضا أن الهيئة طرحت الأراضي بأسعار مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع قيمتها السوقية، حيث بلغ سعر المتر ٣٧٠ دولارا، ورغم هذا اضطررنا للحجز بسبب تأخير الهيئة في إجراءات الاسترداد، وكنا نأمل أن تتجاوب الهيئة مع مطالبنا التي اتفق عليها الجميع مما اضطرهم مجبرين للحجز وعلى رأس مطالبنا نقل أعمدة التيار العالي وسرعة الترفيق وإضافة دورين، حيث إن المنطقة ليست شديدة التميز، ويمكن التعامل مع هذه المطالب كونها تعويضا للحاجزين عن ارتفاع السعر وعدم الحصول على قطعة أرض في طرح النرجس، وعليه قمنا بمخاطبة الهيئة عبر البريد الإلكتروني، وخاطبنا وزارة الإسكان ومسئوليها ولم نتلق ردا يريح صدورنا، والهيئة فتحت باب ضم الحوالات في حين أنها لم تسمح باستخدام المبالغ المتبقية لنا من الدفعة المقدمة لذا نطالب بالرد على مطالبنا.

كما قال: أطالب وزارة الإسكان برفع الضرر عنا، والسماح لنا بتزويد المبالغ المتبقية في حساب الهيئة، وجعل الأولوية لنا في أي طرح مستقبلي للمرحلة السابعة أو المرحلة التكميلية للأراضي المميزة، لا سيما وأننا تعرضنا لظلم فادح في الطرح الأخير، كما أننا نطالب بعدم تسديدنا أية أقساط إلا بعد تسلم الأرض جاهزة بالمرافق، وكذلك نقل أعمدة التيار العالي للكهرباء.

تسوية
من جهته قال محمود هيبة، أحد الحاجزين في مشروع «بيت الوطن»: الأعمال الحالية في المشروع مجرد أعمال تسوية فقط، ومشكلتنا الأساسية التي لم يتم الإجابة عنها تتمثل في أعمدة التيار العالي التي تحاصر الأرض، ونطالب بنقلها، إلى جانب أننا نريد من الهيئة فيما يتعلق بالمبالغ المتبقية فتح باب تزويدها لنتمكن من حجز قطع أخرى، وإضافة دور أو اثنين في الترخيص مثلما حدث مع طرح أكتوبر تعويضا للحاجزين عما أصابهم من ضرر تلقاء عدم الحصول على قطع أرض في النرجس.

في حين قال علاء البنا، مصري مقيم في أمريكا، أحد الحاجزين في المشروع: الوزارة طرحت الأراضي في شهر نوفمبر ومدة الحجز كانت 10 أيام فقط، في الوقت الذي كان فيه عدد الحوالات المرسلة من الخارج بالآلاف في غضون 3 أيام فقط وهذا حصل بالفعل.

على الجانب الآخر قال المهندس علاء عبد العزيز، مساعد نائب وزير الإسكان لشئون المرافق: أراضي بيت الوطن سيتم العمل عليها خلال الأيام، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من جميع أعمال المرافق خلال فترة قريبة، وستتم الاستجابة لمطالب الحاجزين بإزالة أعمدة التيار العالى وغيرها من المشكلات التي تواجههم.

المرافق
وفي نفس السياق قال المهندس عادل النجار، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة: العمل جار حاليا في أعمال مرافق أراضي بيت الوطن، وسيتم الانتهاء من مرافق تلك الأراضي طبقا للمواعيد الزمنية التي ستحددها الوزارة، أما فيما يخص أعمال التعاقدات الخاصة بمشكلات تلك الأراضي فالجهاز ليس له يد فيها والوزارة هي المسئولة عنها في المقام الأول والأخير وليس الجهاز.
الجريدة الرسمية