ترامب في الوحل الفنزويلي!
في الساعات الأولى من اليوم الخميس تتوالى الأنباء من فنزويلا وآخرها وربما أهمها إعلان وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو عدم اعترافه بإعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو تولي المهام الرئاسية بدلا من الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو الذي لم تنته مدته بعد.
مادورو الذي تتهمه أمريكا بالديكتاتوريه يقبل ببرلمان لا يسيطر فيه على الأغلبية بينما رئيس البرلمان المنقلب على الرئيس الشرعي لا يقبل برئيس انتخبه الشعب في انتخابات نزيهة وهكذا نقف ككل مرة أمام ازدواجية أمريكية في المعايير وفي الرؤية إلا أن أمريكا المنهزمة معنويا وأدبيا أمام كوريا الشمالية وإيران والصين وإلى حد ما أمام أوروبا يمكن هزيمته أيضا أمام فنزويلا التي اعتدت على تحدي الولايات المتحدة وفي ظل ظروف أصعب كثيرا من الآن بل أن انقلابا فاشلا أطاح الزعيم الراحل شافيز وتم هزيمة الانقلاب بعد يومين من نجاحه رغم التدخل الأمريكي المباشر فيه بإدارة كامله من المخابرات الامريكية.
الآن أصبح اللعب على المكشوف انقلاب على الشرعية يتم دعمه بدعاوى مزيفة عن الديمقراطية والأموال الأمريكية تعمل في كل مكان وتبقى الكلمة الآن للشعب الفنزويلي ولقواته المسلحة التي بادر وزيرها وأكد صراحة أن "جنود الوطن لا يقبلون برئيس مفروض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه رئيسا بطريقة غير قانونية"، وهو ما يبرز الاستيعاب الكامل بما يجري ويبدو منه أن الولايات المتحدة لم تستطع للوصول إلى تفاهم مع وزير الدفاع إلا أن استمرار دعم الجيش الفنزويلي للرئيس مادورو مرهون بأمرين الأول عدم حدوث انشقاقات داخله والثاني عدم إعلان نفسه بديلا لكل من الرئيس الحالي ورئيس البرلمان المنقلب وإلا ستدخل فنزويلا لنفق مظلم جدا.
ترفض أمريكا كل صوت يقول لها لا ويرفض الخضوع لها.. إلا أن الأحرار أيضا يرفضونها وربما لقن الشعب الفنزويلي أمريكا ورئيسها درسا جديدا.. الساعات القادمة ستؤكد ذلك من عدمه.