رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة قطرية جديدة في سوق «العلاقات العامة».. تتعاقد مع شركة تمتلك «بارات» في سوريا.. رئيسها يسب الشعب القطري يوميا على شبكة الإنترنت.. وتحقيق الخارجية يكشف أصابع الديوان الأميري في

 بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان

تسارع قطر الزمن، لفرض سيطرتها على أوروبا، وضرب التحالف العربي في مقتل، عن طريق استقطاب شركات العلاقات العامة الدولية، للعمل تحت رايتها، وتضع «الإمارة» ميزانية مفتوحة لطرق كل الأبواب، مهما كانت الخسائر؛ فالأولوية بالنسبة لها في الوقت الحالي تغطية أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بشبكة عازلة في الميديا العالمية، تمنحها الريادة على التحالف بكل الطرق.


تضارب بين الأجهزة

بحسب مصادر، تعيش قطر حالة من التضارب بين الأجهزة السيادية في الدولة، بسبب تعاقد النظام مع شركة علاقات عامة فرنسية جديدة، لتحسين صورته في باريس، بعد اتجاه الأخيرة لمحاصرة التمويلات السرية لتيارات الإسلام السياسي، لدرجة أن فرنسا تجري تعديلات على قانون العلمانية، المعمول به في البلاد منذ عام 1905، للسيطرة على منابع التمويل للتيارات المتطرفة، وقطر بالطبع المتهم الأول في القضية.

المثير أن هرولة النظام الحاكم، نحو السيطرة على سوق العلاقات العامة، أوقعه في شركة، رئيسها يكيل السباب يوميا للشعب القطري، وليس الحكومة فقط، ويمتلك "بارات" تقدم جميع أنواع الخمور في سوريا، مما أوقع نظاما يدعى حمايته للإسلام ومقدساته، ويتخذه مدخلًا لرعاية الإسلاميين بكل أطيافهم، بما فيهم التيارات الإرهابية، وفي القلب منهم «الإخوان» في شر أعماله.

وتشير المصادر إلى فتح وزارة الخارجية القطرية تحقيقًا سريا، لمعرفة المتسبب في هذه الفضيحة، قبل تسريبها لوسائل إعلام دول التحالف العربي، خاصة أنها ليست المرة الأولى، التي تتخبط فيها أجهزة الإمارة المختلفة، في اختيار شركات علاقة عامة، تعبر عن سياستها، في ظل تدخلات الديوان الأميري، والتعامل الفوقي مع باقي مؤسسات الإمارة، وكأنه دولة داخل الدولة، في ظل الدعم المفتوح له من «تميم» بمليارات الدولارات، دون مراقبة من أي نوع.

تحالف سري مع شركات العلاقات العامة


تقتحم قطر عالم العلاقات العامة منذ أكثر من 3 عقود، ومن خلاله اخترقت الميديا العالمية، وجندت الكثير من الصحفيين والباحثين للعمل لحسابها في الغرب، إلا أنها ووفق تقديرات ــــ غربية وليست عربية ــــ أنفقت نحو 1.5 مليار دولار على دعم شركات العلاقات العامة خلال عامين فقط، عمر الأزمة بينها وبين التحالف العربي.

ولم تكتف الإمارة بدفع الغالي والنفيس للسيطرة على جميع شركات العلاقات العامة، حتى لاتترك نافذة للدول المعارضة لسياستها في التعبير عن وجهة نظرها في قضايا المنطقة، ودشنت حملات إعلانية على قنوات عالمية منها " CNN" حتى تستطيع استمالتهم لها، فالانحياز للسياسة القطرية بإعلانات مدفوعة في السر من البداية، سيمنعهم من فتح نفس الطريق للدول المناوئة للسياسة القطرية، حتى لاتفقد هذه الوسائل مصداقيتها أمام جماهيرها.

وتلعب قطر على مفردات مختلفة تماما في الميديا العالمية عن معارضيها، بتخطيط من شركات العلاقات العامة التي ترعاها، وتروج لها في الأوساط البحثية والإعلامية؛ فبدلا من رعايتها للإرهاب، كما يتهمها التحالف العربي، تسوق أهدافها باعتبارها صديقة للقوى السياسية، في جميع أنحاء العالم العربي، وخاصة التي تريد التغيير، وتستفيد من هذه السياسة في تصوير قطر باعتباره ضحية للغدر السعودي، وتخدمها عدة قضايا مثل «أزمة خاشقجي».

وفي الوقت الذي تكثف دول التحالف من معارضتها، لتغذية قطر للحركات الإسلامية، وتحاربها بضراوة، تركز الإمارة على التحريض لإعادة رسم الخريطة العسكرية والسياسية للمنطقة، وإفساد كل الجهود الرامية إلى تطهير مصر وليبيا واليمن والعراق من الفكر المتطرف، وبدلا من دعم التقدم العسكري الذي أحرزه قائد المنطقة الشرقية في ليبيا خليفة حفتر، تصوره باعتباره ديكتاتور تدعمه الأنظمة القديمة في المنطقة، وخاصة مصر والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
الجريدة الرسمية