رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل ستضرب دمشق مطار تل أبيب فعلا؟


كما توقعت من قبل، لم يعد حزب الله يعني إسرائيل في شيء، أو على الأقل حتى تستفزه إسرائيل إلى الحد الذي يبدأ في شن عمليات على حدود لبنان الجنوبية، أو حتى تدخل إسرائيل في حرب فعلية – وأقصد هنا بفعلية غير كلامية – مع الحزب. فإسرائيل شنت الأسبوع الماضي غارات ضد ما قالت إنه مواقع لإيران في سوريا، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" أنه مستعد لتوسيع رقعة الضربات.


اليوم قال "بشار الجعفري"، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إن سوريا ستضرب مطار تل أبيب إذا لم تتوقف إسرائيل عن استهداف الأراضي السورية. ورغم أن الصمت كان أفضل لـ"لجعفري"، وإن كان ما قاله ليس من بنات أفكاره، فإن "الجعفري" نفسه يعرف أنه غير جاد فيما يقوله، وكل ما على "نتنياهو" أن يفعله حتى يكشف كذب "الجعفري" أن يضرب الأراضي السورية أينما شاء ووقتما شاء، فإسرائيل تستبيح الأراضي السورية منذ فترة، ولا أعرف لماذا تذكر "الجعفري" هذا التصريح الآن.

فصحيفة النيويورك تايمز قالت: إن سلاح الجو الإسرائيلي ألقى ألفي قنبلة على سوريا خلال عام 2018، فأين كان "الجفري" طوال عام 2018. إسرائيل قالت إنها ضربت أهدافا إيرانية في سوريا ردا على إطلاق صاروخ إيراني على أراضيها. المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، "أوفير جندلمان" قال إن إسرائيل مستعدة لشن حرب مباشرة على إيران إذا اضطرت لذلك، في مقابلة مع قناة "فرانس 24".

سوريا لا تستطيع ضرب مطار تل أبيب إلا في إطار حرب شاملة بين إيران وإسرائيل، وما أراه يحدث حاليًا هو محاولة إسرائيل عزل إيران، فهي ستواصل ضرب سوريا أينما شاءت ووقتما شاءت حتى يضطر "بشار الأسد" لطرد القوات الإيرانية، وهو على الأجدر لا يستطيع طردهم، لكنهم في الحقيقة "سيستأذنهم الرحيل".

الملفت في تصريح "الجعفري" ليس ما قاله عن أحقية سوريا في دفاعها عن النفس، فلا أحد يأخذ ما قاله في إطار الجد، فكلامه مجرد "طق حنك" كما يقول اللبنانيون. والحقيقة أنه تصريح أضحكني، فتصريحه لا يزيد عن كلام الفنان "عبد الفتاح القصري" عن "نورماندي 2" التي كان يحلف بها على كلامه، قائلا: "إن كلامه لن ينزل الأرض أبدأ"، ثم لا يلبث أن يتراجع في الثانية نفسها عندما تتحداه زوجته.

غير أن "الجعفري" لن يستطيع أن يصفع لإسرائيل صفعة كتلك الصفعة التي أراد بها "عبد الفتاح القصري" إثبات رجولته بها في نهاية الفيلم. وإذا كانت "الجعفري" يعرف أن إسرائيل ضربت سوريا مرارًا وتكرارًا، وضربت مطار دمشق، مرارا وتكرارًا، فلماذا لم يكن رده بضرب مطار تل أبيب عمليًا؟

الملفت في تصريح "الجعفري" أنه يوجه رسالة إيرانية لإسرائيل، مفادها أن إيران مستعدة لحرب مفتوحة، وأحسب أن "البشاريّن" الأسد والجعفري لا يعرفان ما يقولان، لأن إسرائيل ستجتاح سوريا في خلال ساعات حال ما نشبت حرب بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية، وأعتقد أن الحرب قد تأتي على بقية المدن السورية التي لم تُدمر في الحرب لمحاولة تثبيت عرش "بشار الأسد".

فالحرب فيها مختلفة عن حرب تموز-يوليو 2006 مع حزب الله. فنقل قوات إيرانية لصد هجوم إسرائيل شامل يحتاج لوقت طويل.
تصريح "الجعفري" مضحكًا ومحزنا في الوقت نفسه، لأنه إذا كان جادًا، فالأجدر به أن يستعيد هضبة الجولان -دونما تهديد أو استئذان- بدلا من ضرب مطار تل أبيب، فهضبة الجولان أرض سورية محتلة، ولكن "بشار الأسد" –وكما عودنا- لا يحارب بنفسه، ولكن يبحث عن وكلاء للحرب بالنيابة عنه.

لولا أني أعرف أن اللسان الذي يتحدث به "الجعفري" إيراني، وأن الرسالة التي ينقلها هي رسالة إيرانية، لقلت له لو لم تستحِ، فقل ما تشاء، لكنه أضعف بكثير من أن يفعل ما يقول.
Advertisements
الجريدة الرسمية