رئيس التحرير
عصام كامل

محافظ بجد


عشنا في مصر محنة ما بعد 25 يناير من اختلاط الأوراق وعدم الاستقرار وتفاقم المشكلات والسرقات، جعلتنا نكفر بثورة 25 يناير، بعد أن سرقها من لا يستحقونها وتواري أبطالها خوفا من التشويه، وما زاد الطين بلة هو أن تغيير القيادات بشكل مستمر أدى لعدم وضوح سياسة ورؤية القيادات آنذاك، ودفعنا جميعا الضريبة كاملة؛ بسبب ارتعاش أيدي أصحاب القرار.


وخوف البعض منهم، ومحاولات إبقاء الوضع على ما هو عليه، وانتهت هذه الفترة بحلوها ومرها، وبدأنا نجني ثمار الاختيارات الصحيحة في الوزارات والمحافظات هذه الأيام، وما يحدث في بني سويف هذه الأيام طفرة كبيرة يقودها محافظ شاب واعٍ مثقف، قادر على قراءة الواقع ومصلحة المواطن أهم عنده من جلوس المسئول على مكتبه.

فالزيارات الميدانية المفاجئة في كل المراكز والقرى في توقيتات لا يتخيلها رؤساء المدن، لدرجة قيامه بزيارات فجرا، وفي منتصف الليل والسير في الشوارع بنفسه لمتابعة النظافة بالشوارع والمستشفيات، وإحالة المقصر للتحقيق، حتى أصبح بعبعا حقيقيا لمن لا يريدون العمل.

يضرب بيد من حديد على رأس الفاسدين، ولكنه يراعي حقوق الإنسان بقدر المستطاع، فهذه الملفات ليست جديدة عليه، فهو مستشار ومساعد وزير العدل لقطاع حقوق الإنسان الأسبق، ورجل قضاء لا يخشي في الله لومة لائم، إنه المستشار "هاني عبد الجابر" محافظ بني سويف، ابن البلد الذي يتعامل مع كافة الملفات بمشرط الطبيب الجراح البارع الذي يبتر العضو الفاسد، ويعالج بنجاح مواطن الخلل.

وعند اتخاذ القرارات يتعامل معها بمنطق المستشار والقاضي الذي لا يعرف سوى الحق والعدل، ويزن الأمور بميزان العدل، وأعتقد أنه فتح العديد من الملفات المسكوت عنها في المحافظة، وسيتخذ بشأنها العديد من القرارات السريعة والقوية، خاصة ما يخص الاستثمار والمصانع المتوقفة، ومشكلات الصرف الصناعي، لأنه يؤمن بأن بني سويف هي الأقرب للقاهرة، والمفروض أن تكون أكثر المحافظات ازدهارا بالحياة الصناعية والاقتصادية. 

هذا بجانب تعامله مع ملف رؤساء المدن وضخ دماء جديدة والإبقاء على المتميزين، وهو ما لمسته في زيارتي الأخيرة للمحافظة، ووقفت على جوانب إيجابية كثيرة، تؤكد أن المحافظ رجل لا يعرف المستحيل، كل هذا يجعلني أرفع له القبعة، وأشكر القيادة السياسية على الاختيار الصائب لرجل تستحقه بني سويف وأهلها. فهو محافظ بجد يذكرني بالعملاقة: عادل لبيب، والمحجوب والجوسقي، وعبد المحسن أبوالنور وغيرهم ممن حفروا أسماءهم بحروف من نور في سجلات التنمية المحلية.
الجريدة الرسمية