مافيهاش أى حاجة حلوة
مع الاعتذار لكلمات أيمن بهجت قمر، ولصوت ريهام عبد الحكيم، والاعتذار أيضًا للغة العربية، أقول "مصر دلوقتى مافيهاش أى حاجة حلوة"، ودليلى على ذلك هو مدونة السلوك اليومى لمواطن يعيش على أرض هذا البلد منذ استيقاظه من النوم حتى عودته من عمله، لتتأكدوا أن كل ما فى مصر الآن أصبح مُرًّا بطعم العلقم ، وأن كل شىء فيها أصبح يصيبك بالتوتر والاكتئاب.
- عندما يجبرك عمال مقاولات فى عمارة مجاورة على الاستيقاظ كل يوم قبل الفجر من شدة الإزعاج وليس فى العاشرة كما يقول القانون، ثم لا تجد مسئولًا أو جهة تشكوهم إليها.
- عندما تجد صاحب عمارة يبنى دورَين مخالفَين، ثم يقول لك "أعلى ما فى خيلك اركبه".
-عندما تجد طفلًا مشردًا فى إشارات المرور يمسح فى زجاج سيارتك ويستجديك أن تعطى له جنيهًا من دون أن توفر له الدولة مؤسسة تأويه وترعاه.
- عندما تجد الاختناق المرورى فى نفس المكان والزمان يوميًّا من دون أن تجد تفسيرًا أو سببًا لهذه الظاهرة .
- عندما تجد الشرطة ترفع شعار "إما نعود لنهين الشعب كما كان الحال فى السابق ونضربه بالأحذية، أو أن نتفرج عليه وهو يأكل بعضه". عندما تجد التريللات تسير فى أقصى اليسار والشاحنات قد خنقت الطرق رغم وجود قرارات بحظر سيرها نهارًا .
-عندما تجد أن القانون يتعرّض للدهس بالأقدام والأحذية وتشعر وكأنك تعيش فى غابة .
- عندما تجد كل الشوارع وقد أصيبت بالاختناق بإشغالات الباعة الجائلين، بينما الشرطة تدَّعى أنها تعجز عن إجلائهم، والدولة تدعى أنها تعجز عن توفير فرص عمل لهم.
- عندما تجد الشرطة فى إجازة مفتوحة عامدة متعمدة تاركة القانون يتعرَّض للسحق والبلد تعوم فى الفوضى.
- عندما تقضى ثلث عمرك فى زحام الشوارع، وتصبح السيولة المرورية نوعًا من المستحيل .
- عندما تجد السيارات فى بعض المناطق أصبحت كالعجينة بحيث لا تعرف مين رايح ولا مين جاى .
- عندما تجد الموظفين يملئون الشوارع فى ساعات العمل، وتسأل نفسك مَن الذى يعمل وينتج؟
- عندما تكون التكاتك والموتوسيكلات أكثر فى عددها من البشر، ولا تجد مسئولًا يتحدث عن وقف استيرادها.
- عندما يقف بك توكتوك يقوده طفل مشرد فى وجهه بشلة، فى وسط الطريق، لكى يتحدَّث مع طفل صديقه .
- عندما تجد المتسولين يملئون الشوارع ويطاردوك كل 10 أمتار، دون أن تسمع مسئولًا واحدًا يتحدث عن مشروع لإيوائهم.
- عندما تستقل تاكسى ويرفض سائقه أن يحاسبك بالعداد، ويقول لك: "أنا حارجع فاضى يا باشا".
- عندما تجد الزبالة تملأ الشوارع الجانبية والرئيسية ورائحتها تزكم الأنوف وتخرج لسانها لمشروع الـ"ميت" يوم إياه.
- عندما تجد دولة أصبحت شوارعها وطرقاتها كالأطلال من دون أن تشعر أن هناك أملًا فى رصفها .
- عندما لا يكون هناك وجود لشىء اسمه "محطة أوتوبيسات" فى الطرق الرئيسية، ويقف سائقو الباصات والميكروباصات والأوتوبيسات فى أى مكان يحلو لهم ويعطِّلوا المرور.
- عندما تفتح صحيفة فتقرأ عن مصنع أدوية غير مرخص بمدينة، يستخدم "الجير" ومواد ضارة ومجهولة فى تصنيع أقراص الأدوية المخدرة المؤثرة على الصحة النفسية والعقلية والمنشطات الجنسية.
- عندما تجد دولة رخوة والكل يأكل فى بعضه ولم يعد لها كبير.
عندما تجد كل هذا وأكثر تعرف للوهلة الأولى كما يقول الشاعر محمود العسيلى "إنت أكيد أكيد فى مصر."