أوكرانيا سلاح إسرائيلي للضغط على الروس في سوريا
في ضوء التوغل الصهيوني في كل بقعة من بقاع العالم، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو توقيع اتفاقية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين بلديهما في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين، الأمر الذي يسلط الضوء على طبيعة العلاقات الأوكرانية الإسرائيلية.
أداة ضغط
في الحقيقة تعد أوكرانيا بالنسبة لإسرائيل أداة ضغط على الروس، فكلما شعرت إسرائيل بالقلق تجاه روسيا تجده تلوح بتعزيز العلاقات مع إسرائيل، ومن اللافت أن الحديث عن توقيع اتفاقية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين إسرائيل وأوكرانيا يأتي في أعقاب التوتر الأخير في سوريا بعد تبادل القصف بين الجانب الإيراني والإسرائيلي في الأجواء السورية والتي تقف في خلفيته بالطبع روسيا الحليف الأكبر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
من جهة أخرى كلما شعرت إسرائيل أن الروس ينحازون للجانب الإيراني كلما علا صوتها بشأن تعزيز الأوكرانيين بالسلاح وما إلى ذلك، مستغلة الخلافات الروسية الأوكرانية والتي تعاظمت مع أزمة شبه جزيرة القرم.
اتفاقية التجارة الحرة
اتفاقية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين إسرائيل وأوكرانيا تأتي بعد أن سبق ووقعت إسرائيل اتفاقية الانتقال الحر بين البلدين، ونتنياهو قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ضيفه بوروشينكو عقد في القدس المحتلة: "اليوم تم توقيع اتفاقية للتجارة الحرة كنا نعمل عليها منذ سنين"، وأشاد بوروشينكو بتوقيع الاتفاقية واعتبرها، يوما تاريخيا، وفي وقت سابق زار الرئيس الأوكراني متحف "ياد فاشيم" لتكريم ضحايا الهولوكوست المزعوم في القدس، كما التقى نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين.
وأوكرانيا هي ثاني أكبر دول أوروبا الشرقية، تعمل على تعزيز العلاقات معها يعني موطئ قدم للاحتلال في أوروبا الشرقية، ذروة العلاقات بين البلدين كانت في عام 2013 مع تعيين الإسرائيلي عوفر كيرز سفيرًا فخريًا للقنصلية الأوكرانية في إسرائيل.
نقل السفارة
كما تعد أوكرانيا من الدول المرشحة لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس والسير على خطى واشنطن والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال لخدمة صفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وهناك مبادرة يقودها عضو يهودي بالبرلمان الأوكراني، تتمثل في مشروع قانون يسعى لنقل السفارة إلى مدينة القدس المحتلة، أسوة بالموقف الأمريكي الرامي لتنفيذ خطوة مماثلة، وذلك ردًا على تصويت الوفد الدبلوماسي في نيويورك مؤخرًا على مشروع القرار الذي طرحته للتصويت 4 دول غير دائمة العضوية، هي السنغال ونيوزيلاندا وماليزيا وفنزويلا، ويعتزم ألكسندر فيلدمان النائب الموالي لإسرائيل، والذي يشتهر بارتداء القلنسوة اليهودية "الكيباة"، خلال جلسات البرلمان الأوكراني، التقدم بمشروع قانون لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
السياحة المتبادلة
ويقود فيلدمان خطًا مواليًا لإسرائيل تمثل في دعوته منذ سنوات لتعزيز العلاقات بين البلدين، بما في ذلك إلغاء تأشيرة الدخول للسياح بشكل متبادل، وتخفيض أسعار رحلات الطيران السياحية، كما ترتفع نسبة السياحة المتبادلة بين البلدين، فضلًا عن الجالية اليهودية في أوكرانيا التي تدعم إسرائيل، كما أن الصراع حاليا بين روسيا وأوكرانيا وتدهور في الأوضاع الأمنية والاقتصادية دفع كثيرا من اليهود هناك إلى الفرار إلى إسرائيل.