تحذير الصندوق !
من دافوس وجهت مسئولة بصندوق النقد الدولى تحذيرا واضحا لقادة العالم يقضى بالإسراع بمواجهة مشاعر الاستياء والقلق في بلادهم تجنبا للمخاطر السياسية.. وإذا كانت هذه المسئولة قد أشارت إلى ما تشهده فرنسا حاليا من احتجاجات لأصحاب السترات الصفراء، فإنها أوضحت أنها لا تعني بما تقول فرنسا وحدها، وإنما هي تقصد العالم كله..
ومعها بالطبع كل الحق لأن المخاطر السياسية تعد أكبر تحدٍ لاقتصاديات الدول، حيث تؤثر بالسلب على عملية النمو الاقتصادي فيها، وتعطل النهوض بهذه الاقتصاديات وعلاج المشكلات التي تعانى منها.. ففى ظل الاضطرابات السياسية لا يحدث نمو اقتصادى ولا تنمية مستدامة أو حتى غير مستدامة، وإنما نقص في الموارد، وتراجع في احتياطيات النقد الأجنبي، وزيادة في الديون الداخلية والخارجية، وعجز موازين التجارة والمدفوعات والميزانية، ومعدلات البطالة والتضخم.. أي مزيد من المشكلات والأزمات الاقتصادية ومزيد بالتالي من معاناة الأغلبية بين الشعوب من تراجع مستوى المعيشة.
وهنا يصير ضروريا أن نطرح على قيادة الصندوق السؤال الضروري، وهو لماذا إذن يؤخر الصندوق صرف الشريحة الجديدة من القرض المتفق عليه مع مصر في إطار الاتفاق المبرم معها؟.. أو لماذا ربط صرف هذه الشريحة بتنفيذ آلية التسعير الجديدة للبنزين، والتي أعلنت الحكومة المصرية أنها سوف تنفذها أولا على بنزين ٩٥ مع بداية شهر أبريل المقبل؟..
أو لماذا لا يطبق المسئولون عن الصندوق ما يطالبون به قادة الدول على أنفسهم، ويسهمون هم أيضا في تجنب المخاطر السياسية وتحقيق الاستقرار السياسي للعالم الذي لا غنى عنه لإصلاح أوضاع الاقتصاد العالمي؟!.
