رئيس التحرير
عصام كامل

وثيقة وزير الأوقاف.. وفرح الأسرة المالكة سابقا!


وثيقة غاية في الأهمية قدمها وزير الأوقاف في ختام مؤتمر الأعلى للشئون الإسلامية أول أمس، وأجلنا الكتابة عنها لليوم لنري كيف سيتعامل معها الإعلام!.. إلا أن الإعلام رأى -بعبقرية لا مثيل لها ولا حول ولا قوة إلا بالله- أن فرح للأسرة المالكة سابقا في مصر عزلها أبناء الجيش العظيم وثار عليها أقيم في فيلا العائلة بسويسرا أهم منها!


ولذلك نرى أن من واجبنا أن ننقل للناس بعض مما جاء في الوثيقة التي تزيد بنودها عن العشرة لو أنجزنا نصفها لقدمنا للدين والوطن خدمة جليلة وتاريخية.. يقول الدكتور "محمد مختار جمعة" في وثيقته المستنيرة المتقدمة جدا:

- أهمية التفرقة الواضحة بين الثابت والمتغير، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتحجر وطريق التخلف عن ركب الحضارة والتقدم.

- أهمية التفرقة الواضحة بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس، ورفع القداسة عن غير المقدس من الأشخاص والآراء البشرية والشروح المتعلقة بالأحكام الجزئية والفتاوى القابلة للتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقع حياتهم، مما لم يرد فيه نص قاطع ثبوتا ودلالة، وقصر التقديس على الذات الإلهية وعلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

- ضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل والتأمل والتفكير بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم بدراسة: علم أصول الفقه، وقواعد الفقه الكلية وفقه المقاصد وفقه الأولويات وفقه الواقع للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية.

- ضرورة العمل الجاد على تكوين إمام عصري مستنير من خلال برامج تدريب وتأهيل الأئمة والخطباء والواعظات بحيث لا تقف عند حدود التأهيل الشرعي واللغوي، إنما تشمل إلى جانبهما أساسيات علم المنطق وعلم النفس وعلم الاجتماع ومفاهيم الأمن القومي وحروب الجيل الخامس والتحديات المعاصرة وعلوم الحاسب، ودراسة إحدى اللغات الأجنبية وفنون التواصل إعلاميا وتكنولوجيا وإلكترونيا وفنون الدعوة والخطابة والتواصل المباشر!

- تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية تنظيرًا وتطبيقا وتحويلها إلى واقع وثقافة مجتمعية راسخة، والتأكيد على احترام الآخر المختلف عقديًّا أو فكريا وعلى ترسيخ أسس العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، والعمل على نشر السلام العالمي بما يحقق صالح الإنسانية جمعاء.

- التركيز في مناهج التعليم على الجانب القيمي التطبيقي كقبول التعددية والتعايش السلمي والتفكير الناقد وثقافة الحوار وترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع.

ثم يتحدث الوزير عن الدولة الوطنية والمواطنة وحفظ الأوطان، وكيف يساهم تجديد الخطاب الديني في دعمها جميعا!

الوثيقة -التي يجب الاطلاع عليها كلها- ينبغي تبنيها واعتبارها دليل عمل للفترة المقبلة وتقديم كل الدعم لوزارة الأوقاف لإنجازها.
الجريدة الرسمية